970x90 شفرة ادسنس

السعودية تحتضن الزعيم الشيعي العراقي


السعودية تحتضن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر

مفارقة سياسية غريبة !! الكيل بمكيالين

في الأمس القريب كنا نسمع يومياًّ صباح مساء من قبل مشاييخ و علماء السعودية اللعن و التكفير المستمر 24 ساعة على 24 ساعة ضد الشيعة , و كلنا يتذكر اليوم الذي أعلنت فيه السعودية قطعها العلاقات الديبلوماسية الهشَّة أصلاً مع إيران بحجَّة أنها عدو للمسلمين السنة و تتدخل بإستمرار في الشؤون الداخلية لدولة المنطقة , و يمكن للجميع أن يتذكَّر الحملة الشرسة التي صاحبت هذه المقاطعة و خصوصا من رجال الدين و أولهم مفتي المملكة السعودية " عبد العزيز آل الشيخ " و هيئة كبار العلماء و الذين كانو دائما يصفون الشيعة بالكفار و يصفونهم بأشد و أبشع العبارات الممكنة حتى صوٍِّر لنا بأن الشيعة عدوٌّ للأمة الإسلامية أكثر من اليهود , و اتبعت هذا كل القنوات التلفزيونية الخليجية  الإمراتية و البحرينية و غيرها , من أجل تسويق الصورة السوداء للشيعة بأي شكل كان .

و تم إستعمال حجة عداء الشيعة و المشروع الإيراني في المنطقة في العديد من المناسبات لتسريع القبول الشعبي الخليجي والرأي العام الإسلامي  و خصوصاً في الأزمة السورية , أين قامت الدول الخليجية و على رأسها السعودية و قطر بتمويل سخي للجماعات الإرهابية من أجل إسقاط الدولة السورية الذين يعتبرون أن نظامها مجرم و سفاح و خاضع لإيران الشيعية , مثله مثل خط المقاومة في لبنان و فلسطين " حماس و حزب الله " و وصفتهم بالإرهاب , و لم تكتفي بذلك فقد إستعملت حجة محاربة الشيعة و المشروع الإيراني في اليمن أين أقامت حرب ضروس ضد الشعب اليمني الذي يدفع يومياًّ ثمن تعنُّت و سياسة آل سعود الخائبة , حيث حاربو و مايزالون يحاربون الحوثي و أنصاره بسبب وحيد و هو محاربة المد الشيعي الإيراني .

ناهيك عن الأسطوانة التي تم ترسيخها في أذهان الشعوب الإسلامية بأن السعودية هي حامية الإسلام و بأنها تسعى لمحاربة الشيعة أينما حلُّو , و تقطع العلاقات صباحاً  مساءًا  و تكاد آذاننا تنفجر من سماع كلمة المد الشيعي الإيراني الإرهابي مئات المرات في كل القنوات التابعة للدول الخليجية , و لم يتوقف الأمر هنا فقط بل أصبحت أي دولة تعارض المصالح الغريبة للسعودية و حلفاءها توصف بحليفة الشيعة أو بالشيعية مباشرة , حتى شعوب المشرق الأوسط تأثرت كثيرا بهذه الدعاية المغرضة التي لا أساس لها , حيث تلاحظ أنك إذا تحدثت مع خليجي في هذا الموضوع و خالفت رأيه  سيقول لك أنت شيعي أي بمعنى أنت عدو لي . 

نعم فقد تفنَّنت أجهزت الإعلام الخليجية في رسم أسوء الصور عن الشيعة في أذهاننا , لكنَّها همَّشت القضية الفلسطينية بشكل كامل فلا حديث سوى عن عاصفة الحزم ضد شيعة الحوثي و عن إسقاط النظام السوري الشيعي . لكن القضية الأهم غابت عن أنظارهم بشكل شبه كامل .

و بالرغم من كل هذا التشويه تسعى السعودية الآن إلى محاولة لتصحيح علاقاتها مع العراق , العراق التي كانت تصفه بالولاية الإيرانية و تصفه بالخاضع لإيران , و بعد أن إستعاد بعضاً من توازنه في المنطقة بعد الإنتصارات الكبيرة التي حققها ضد التنظيم الإرهابي الدولي " داعش " يبدو أنها تريد تصحيح الوضع . و تريد كذلك إسترجاع موطىء قدم لها في العراق فقدته سابقاً بسبب غطرستها السياسية الغريبة , و جاء هذا أيضا في ظل توافد كبير لسياسيين و مسؤولين عراقيين على السعودية كان آخرهم الزعيم الأبرز في التيار الصدري و مؤسسه الشيعي مقتدى الصدر , ووصف حيدر العبادي الزيارة بالأمر الطبيعي و في نفس الوقت حدَّد رئيس الوزراء العراقي بأنَّه من واجب العراق التصدي و مقاومة أي إعتداء ضد إيران ووصفه أيضا بالواجب الأخلاقي

و أضاف أيضا المتحدث بإسم زعيم التيار الصدري " صلاح العبيدي " بأنَّ محمد بن سلمان ولي العهد السعودي و قائد القوات المسلحة الملكية إعترف بخطأ السعودية و الحكم في السعودية من حيث التعامل مع العراق , و يعتبر المحللون و المتابعون بأن هذه الزيارة تدل بوضوح على أن السعودية بدأت تراجع علاقاتها مع العراق و تتخذ مساراً تصحيحيًّا على أن تعود العلاقات الديبلوماسية السعودية العراقية إلى وضعها الطبيعي.

للتذكير فقط فإن السعودية قاطعت العراق منذ أيام الزعيم صدَّام حسين و بعد زواله إعتبرت أن العراق أصبح تحت الهيمنة الإيرانية , و في خلال هذه الفترة كما ذكرنا أعلاه  كانت الأجهزة الإعلامية تعمل ضد العراق بإعتبارها شيعية تكفيرية , لكنها الآن في هذه المرحلة تحاول مسح هذا المناخ غير الجيد بين السعودية و العراق , أين إفتتحها وزير الخارجية السعودية عادل الجبير بزيارة , كما إستقبلت السعودية حيدر العبيدي رئيس الوزراء و السيد الأعرجي وزير الداخلية العراقي و الذي يمتلك نفوذ كبير داخل فلول الحشد الشعبي , و هاهي الآن توجه دعوة رسمية لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر .

العراق الآن أصبح جزء من محور إيراني سوري لبناني و يحاول الآن إستعادة دوره العربي بعد أن يرتب بيته و قد تأتي الإنتخابات العراقية القادمة بما يفيد ذلك و قد تغير هذه الإنتخابات الإستراتيجية السياسية للعراق في محاولة للعودة إلى الجذور العراقية العربية الأصيلة , كما يصاحب هذا نشوء أحزاب سياسية علمانية في العراق منفتحة على الشيعة و السنة بعيداً عن النزاع الطائفي الذي يسود العراق منذ عقود , و قد تكون قيادة المملكة العربية السعودية قد أدركت الوضع جيداً بأن العراق في طريقه لإستعادة توازنه في المنطقة و ربما يصبح له ثقل كبير , وتسعى إلى محاولة تصحيح العلاقات باكراً إدراكا منها أنَّها إن تخلفت عن إقامت علاقات مع العراق فقد تكون الخاسر الأكبر أمام المنافس الأهم في المنطقة على النفوذ و هو إيران .

و أكد المتحدث بإسم التيار الصدري بأن السعودية لا تسعى حالياًّ إلى فرض نظام حكم سني في العراق , أي  يعني ذلك قبولها بالتواجد الشيعي الذي كانت تنعته بالعدو في كل مكان , وهي الآن فعلا غير قادرة على اللعب على هذا الوتر أصلا فهي تدخلت لسبع سنوات في سوريا و لم تغير النظام هناك و تدخلت لعامين و نصف في اليمن و لم تغير النظام هناك أيضا . أي أنه هناك فشل كبير للسياسة السعودية في تغيير الخارطة السياسية للمنطقة , بإقامتها لتحالفات غير مجدية و توجهات خاطئة .

قد نشهد إنفتاح سعودي غير مسبوق على العلاقات مع العراق , و سيصاحب هذا بالفعل سحب الكلمات المهينة للشيعة من وسائل الإعلام العربية الخليجية , و قد نرى مستقبلا تسامحاً أكبر و ليونة في التعامل مع القضايا الإيرانية التي تعتبر الآن أكثر من شائكة , و من الممكن كذلك أن نشهد وساطة للعراق بين القوى الإقليمية السعودية و إيران لتهدئة الأوضاع و تخفيض حدة التصعيد الذي يأتي من وقت لآخر , و يمكن أن يكون هذا مفتاح الحل للأزمة الخليجية الأخيرة ضد قطر , أين كانت من أبرز التهم الموجهة لقطر من قبل مصر و الإمارات و البحرين و على رأسهم السعودية  هي التعامل و التخابر و التعاون الوثيق مع إيران التي تُعتبر العدو الأول لدول مجلس التعاون الخليجي .  

حقيقة من المضحك أن تتكلم عن سياسة سعودية , ففي كل مرة تقوم القيادة السياسية في السعودية بأمور متهورة و أحيانا غبية و أحيانا تكون خاضعة للقوى الكبرى " الولايات المتحدة الأمريكية " , فلا أحد يذكر موقف ثابت واجد للملكة السعودية منذ أن تم إنشائها , اليوم حليفة لقطر و غدا تقطع معها العلاقات , اليوم تقطع العلاقات مع إيران و تحارب الشيعة  و غدا تبحث عن علاقات جديدة مع شيعة العراق و تدعو إلى نبذ الطائفية التي أسستها هي و أعوانها بجيش إعلامي رهيب , لم تتخلى السعودية عن نرجسيتها السياسية لحد الآن , فقراراتها المتسرعة و التي تنبع من غضب سريع للملك أو الأسرة الحاكمة و في الكثير من الأحيان يغيب عنصر التعقُّل و الرزانة في إصدار الأحكام . ناهيك عن التبعية الكبرى للقوى العظمى في العالم .

شاهد التحليل المختصر للموضوع

الفيديو سيجهز بعد لحظات

  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: السعودية تحتضن الزعيم الشيعي العراقي Rating: 5 Reviewed By: AyoubVision
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html