970x90 شفرة ادسنس

إيران و الولايات المتحدة ... صراع أم مسرحية ؟؟


حقيقة الصراع الأمريكي الإيراني 

الكثير من المسلمين عبر العالم يشده الحنين إلى أيام الخلافة الإسلامية العثمانية , أين كانت هناك دولة قوية تدافع عن المسلمين في كل أنحاء العالم و هي سيدة القرار , هذا الحنين إلى الماضي تستثمره تركيا كما تستثمره أيضا و بشكل قوي جدًّا الجمهورية الإسلامية الإيرانية , فمنذ عقود و نحن نستمع و نشاهد في التلفاز تصريحات نارية و حرب إعلامية  و إعلانية و عرض فني بإمتياز بين كل من الدولتين الإيرانية و الأمريكية فتارةً تهدد أمريكا بضرب إيران و تهدد إيران بضرب الكيان الصهيوني و تهدد إيران بغلق مضيق هرمز وما غذى التوجه العاطفي نحو إيران هو العقوبات الغربية التي تم فرضها على إيران بحجة البرنامج النووي الإيراني , لكن هذا كله مايظهر فقط في أجهزة التلفزيون و الإعلام عموما , فالواقع يتحدث فعلا على عدم وجود أي تصادم فعلي بين الدولتين , و الدليل على ذلك هو الفائدة العظمى المتأتية من هذا الصراع لكلى الطرفين .

تجدد هذا الصراع أمس عندما أعلن ترامب عن إستراتيجية جديدة لفرض المزيد من العقوبات على إيران بحجة عدم إحترامها للإتفاق النووي , و ما يزيد حساسية هذه المرة هو أنَّ الرئيس الأمريكي ركز في إستراتيجيته على ضرب العمود الفقري لإيران و هو الحرس الجمهوري و هو جهاز عسكري إيراني قوي يعود إليه الفضل في النهضة الإقتصادية الصناعية و العسكرية الإسلامية في إيران , كما يُعتبر هذا الجهاز الجهة الأكثر ثقة في إيران من قبل الشعب , و هذا ما أثار حفيظة الشعب و السلطة الإيرانية أين ردَّ الرئيس علي روحاني بخطاب وجه فيه كلمات شديدة اللهجة إلى الرئيس الأمريكي و أكَّد على أنَّ كل الشعب الإيراني سيقف صفا واحدا ضد أي مساعي للمساس بالحرس الثوري .

لكن عندما نزيل هذا الغطاء غطاء القومية و الشرعية الدينية و حكومة الفقيه ....الخ , سنرى شيئا آخر وهو أنَّ كل من أمريكا و إيران طرفان مستفيدان من هذا العرض , فإيران ستستفيد من جانبين مهمين للغاية أولهما هو تقوية الجبهة الداخلية و رص الصفوف و قطع الطريق أمام الإنفصاليين الكورد في غرب إيران و توحد الولاء الشعبي لصالح السلطة , و في نفس الوقت تعطي شرعية أكبر للقوات المسلحة و دعم آخر قوي للحرس الثوري و المصانع الإيرانية . كما تستفيد أيضا في جبهتها الخارجية حيث تجلب المزيد من التعاطف الدولي و خصوصا الإسلامي منه حيث تظهر هنا مظهر الدولة الملتزمة بالقانون و المتضررة منه في نفس الوقت , و يساهم هذا في رفع شعبية إيران في الأوساط الإسلامية التي تنادي بمقاومة المد الأمريكي و الغربي , و تستفيد من دعم سياسي صيني و روسي بالنظر إلى أنَّ العدو الظاهري واحد و مشترك .

أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فهي تستفيد إقتصاديا قبل كل شيء , أول مايطرح على البال هو تخويف العرب السُذَّج من إيران في كل من السعودية و قطر و الإمارات و البحرين و الخليج العربي بشكل عام , لكي تستفيد من أموال خيالية نتيجة مبيعاتها من الأسلحة غير المنتهية بالإضافة إلى عنصر آخر مهم وهو شراكات الحماية و التي تدفع بموجبه دول الخليج أكثر من 25 بالمئة من ميزانياتها كلٌّ على حدى , كما تستغل الولايات المتحدة الأمريكية الوضع لإشباع مشاعر العداء الأمريكيين اتجاه الإيرانيين .

ولا ننسى جانباً مهما في هذا الموضوع وهو إسترجاع الثقة العربية في الولايات المتحدة الأمريكية , حيث أن الأزمة الخليجية الأخيرة و تجنب الولايات المتحدة الدخول في صراع هناك و ضغوطات أمريكا على السعودية في قضية أزمة اليمن , أدَّى إلى بعض التجاوزات التي لا تريد أمريكا أن تسمعها أو تراها , فقبل أسبوعين زار الملك سلمان بن عبد العزيز روسيا لأول مرة في تاريخ البلدين و قام بإقتناء العديد من الأسلحة , الأمر الذي حرَّك بلا شك حفيظة الولايات المتحدة المصدر الأول و شبه الوحيد للأسلحة السعودية و دخول الأسلحة الروسية على الخط يشكل عدو منافس إقتصادي و عسكري و ربما يوما ما سياسي في النفوذ على شبه الجزيرة العربية , و هذا يأتي بعد فقدان الثقة في الولايات المتحدة الأمريكية , و هذا مايريد ترامب أن يسترجعه عن طريق الظهور بمظهر المدافع عن موقف دول الخليج ولكن بشكل قوي جدًّا هذه المرة و هو تهديد العنصر القوي في إيران و الذي طالما تردَّد في الوسائل الإعلامية العربية على أنه عنصر داعم للإرهاب و العناصر المتطرفة في الشرق الأوسط وهو الحرس الثوري الإيراني الذيي ينسب إليه التدخل في سوريا و لبنان و تحالفه مع حزب الله و الحوثيين , و بالتالي قد يكون ترامب يلبي طلباتهم ولو مظهريا فقط لإسترجاع الثقة و التعاطف و الولاء كما كان عندما إستلم ال400 مليار دولار كإستثمارات و شراءات أسلحة من دول الخليج .

قد لا يظهر هذا التحالف وقد لا يكون أصلاً لكنَّه موجود في الواقع سواءاً بشكل متعمَّد أو بالصدفة , فالحقيقة تقال إيران لم تطلق رصاصة واحدة ضد الكيان الصهيوني بالرغم من التهديدات الكبرى و الوعيد الشديد الذي يمر كل يوم عبر أجهزة الإعلام , و أمريكا لم تطلق رصاصة واحدة ضد إيران بالرغم من أنَّها دمَّرت العراق رابع قوى عسكرية في العالم آن ذاك و هي بجانب إيران , بينما لو نتذكر قليلا الرئيس المسلم الوحيد الذي أطلق 39 صاروخا باليستيا بعيد المدى على الكيان الصهيوني هو صدَّام حسين و هو الآن تحت التراب رحمه الله .

شاهد تحليل الصراع الأمريكي الإيراني








  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: إيران و الولايات المتحدة ... صراع أم مسرحية ؟؟ Rating: 5 Reviewed By: AyoubVision
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html