100 طن من الخبز في المزابل !! ... تبذير في عز التقشف
أكثر من 100 طن تستقبلها المزابل سنويا
الخبز المُدعَّم في المزابل !!
تفاقمت هذه السنة ظاهرة كارثية نابعة من سلوك غير عقلاني و غير رشيد من قبل الشعب الجزائر ككل , تمثلت في تواجد أكثر من 100 طن من الخبز في المزابل , و يحدث هذا في عز الأزمة الإقتصادية الجزائرية و في عز التقشف المفروض على الشعب !! , التبذير هنا يصل إلى أعلى مستوياته الخيالية و العجيب في الأمر أنه لا يكاد يمر اليوم الواحد حتى و نسمع بالعديد من حالات الفقر المدقع في الجزائر و كثيرا ما نرى الفقراء يقتاتون من المزابل و لا يجدون مايأكلون , بينما من الجهة الأخرى نرى عينة من أفراد الشعب قد إمتلىء بطنها لحد الإنفجار و هذا ما يظهر جليا في الكمية الهائلة من الخبز المُدعَّم التي تحصيها مفارز القمامة في الجزائر العاصمة فقط !!!
ليكن في العلم فقط أن هذا الخبز هو مطبوخ من مواد كلها مدعمة من قبل الدولة و تخسر عليها سنويا قرابة العشرين مليار دولار و الفارق في تزايد مستمر مع هبوط قيمة العملة الوطنية , و بالرغم من هذا الدعم الإجتماعي في العديد من المواد الغذائية إلى و أننا نلاحظ أن الشعب الجزائري دائما يشكو الندرة و يشكو الجودة و يشكو و يشكو ..... و ينسب كل السلبيات و المشاكل إلى الدولة و يحملها كامل المسؤولية .
لكن الآن من يرمي 100 طن من الخبز في القمامة ؟؟ من يقوم بشراء أكثر مما يستهلك ؟؟ من هو المسؤول الأول عن التبذير ؟؟ و من هو المتسبب في الخسائر العملاقة جراء الدعم الإجتماعي للمواد المكونة للخبز ؟؟ هل الدولة تقوم برمي أكثر من 100 طن في المزابل !!
طبعا لا كل هذا يدل على أن عقلية التحضُّر غائبة تماما لدى أفراد الشعب ما عدى القلة القليلة و التي تعتبر الإستثناء دائما , ولا ننسى طبعا أننا في عز التقشف و الأزمة الإقتصادية و كأن الشعب يعيش في اوروبا أو هاواي غير مبالي تماما بما تعيشه دولته من وضع متردي إقتصادياًّ , و لكن سترى هذا الشعب يثور ثورة البركان الأطلنطي بمجرد أن تقرر الحكومة رفع الدعم أو تخفيض الرواتب أو بمجرد أن تعلن ضرائب جديدة !!
بالطبع الحكومة دائما تتحمل جزء من المسؤولية في كل هذا , لكن ألسنا نملك عقول بشرية تستطيع التفكير ولول للحظة في أن هذه النعمة لا تدوم ؟؟ أين يكمن الخلل في التربية ! في التوعية ! في الدولة ! في الخبَّاز !!! يبدو أن الحلقة مُفرغة أينما تذهب ستجد المشكلة , و التي يبقى أساسها دائما هو الشعب .
لو أن الشعب الجزائري يتحلَّى بالتربية و الأخلاق الحسنة و التوعية الثقافية العلمية الجيدة و لو أنه يغير من ديماغولوجيته بنفسه من دون الإعلام المنحرف نحو الاشياء الإيجابية و الأكثر فائدة لكان للجزائر مكانة عظيمة بين أمم العالم إقتصاديا و علمياًّ و حتى سياسياًّ , الشعب يشكو الحكومة و الحكومة تشكو الشعب لكن الحقيقة أن الشعب هو منبع الحكومة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة , إذا كانت الغالبية العظمى من أفراد الشعب متكبرة و تمتاز بالعقلية " الشعب المختار " فلن تجد سوى حكومة دكتاتورية و إن كان الشعب يمتاز بالكسل و عدم العمل و الإتكال على الشهرية الجاهزة و الأكل الجاهز و المنزل الجاهز و الألبسة الجاهزة فلن يجد سوى حكومة تعتمد على البترول و المحروقات الجاهزة و السلع المستوردة الجاهزة ......الخ.
علينا أن نعمل جاهدين على محاولة زرع بذور صالحة قد تكون نقطة تحول نحو الأفضل و التخلص من الجهل المقدس الذي نعيش فيه , لقد عمى البترول و الشهرية و الشبع و الطمع كل بصيرتنا و أصبحنا لا نعرف سوى الأكل و الشرب و النوم و التجوال طبعاً لأننا كلنا أغنياء و كلنا رؤساء و لا أحد يعتبر نفسه عاملاً .
0 Comentair:
Post a Comment