970x90 شفرة ادسنس

القابلات يطالبن بتوظيف الرجال لتوليد النساء !!


رجال لتوليد النساء في المستشفيات الجزائرية ؟!

تُقِر السيدة بن طوبال هدى وهي قابلة رئيسية بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية بولاية قسنطينة وعضو بالإتحاد الوطني للقابلات  , بأنَّهُ حقيقةً تعيشُ معظم القابلات ضغطاً رهيباً على كل الجبهات بإعتبارها العامل الرئيسي في مصحَّة التوليد و هذا مايؤثر بقوة على النفسية و شخصية القابلات , خصوصاً في خضم الأحداث الأخيرة أين تَوجَّهَت أصابع الإتِّهام مباشرة نحو القابلات و تم إيقاف و طرد العديد منهن جراء تلك الحوادث , مُعتبرةً ذلك بالتعسُّف الكبير اتجاه عاملات في ميدان حسَّاس للغاية , كما أكَّدت على ضرورة وضع نظام قانوني و عملي خاص و على السريع لحماية القابلات و وضعهم تحت جناح الضمان للتقليل من أخطار العمل , وهذا ماتسعى القابلات في إتحادهن النقابي , و إضافةً إلى كل أنواع الضغوط الأخرى تعتبر القابلات الضغط الآتي من المرضى غير المتفهمين للوضع هو الأكثر تعقيداً , فالمريض حسبها لا يتحمَّل إطلاقاً أن يرى طابوراً من المرضى قبله و لا يكترث للجهد الجبَّار الذي يقوم به الطاقم الطبي خصوصاً في مستشفى قسنطينة الذي يستقطب الكثافة السكانية العملاقة من كل الولايات الشرقية " جيجل - ميلة - أم البواقي - تبسة - بسكرة - باتنة - عنابة - سكيكدة - ........الخ " نظرا لعدم توفُّر البنى التَّحتية المناسبة في الولايات المجاورة ممَّا يؤدِّي إلى توجيه كل ضغوط الشرق الجزائري في مستشفى واحد !!

و هذا طبعاً مثال واحد فقط ضمن ألف حالة أخرى فيما يخص حالة النظام الصحي و الصحة الجوارية و توزيع البنى التحتية الضيعفة هي أصلاً .
وفي نفس السياق يطالب جميع المرضى بتوفير خدمات صحية أفضل و بعناية خاصة , و هذا يتطلب على الأقل 20 دقيقة لكل مريض و لكل حالة و لكل إمرأة حامل حسب السيدة بن طوبال , و هو شبه مستحيل تحقيقه في ظل الضغط الخيالي على مستشفيات المدن الكبرى الجزائرية , و كل هذا يضاف إلى التحرشات و المتابعات القضائية التي تواجهها القابلات .

و تضيف السيدة بن طوبال أن 50 ولادة يومياًّ يتم فقط من عدد محدود للغاية من الطواقم غير المتكاملة إطلاقاً , بينما يُقِر القانون الدولي في منظمة الصحة العالمية بأن القابلة يجب أن لا تتجاوز 175 ولادة في السنة و هذا طبعا من أجل العناية الفائقة بالمرأة الحامل و ابنها . و هو مايسبب الكثير من الأخطاء التي تتحملها القابلات دائمًا , و مايزيد الطين بلة هو أحداث سرقة الأطفال الرُّضع حديثي الولادة و التي حدثت في مجمل ولايات الوطن مما رفع كل درجات الضغط على القابلات و التي تعرَّض الكثير منهم للإعتقال و السجن و الإستجواب في ظروف غير مهنية .

و تطالب القابلات كل سنة بحماية قانونية و ميدانية و مالية كافية لتغطية حجم الضغوطات الكبرى التي تتعرض لها هذه الفئة الحسَّاسة من القطاع الصحِّي , أما المطالب الجديدة و المثيرة للجدل و هي التي تتعلَّق بإدخال العنصر الذكوري في عالم التوليد , أي المطالبة بإشراك الرجال في عمليات توليد النساء , و هو الأمر الغائب تماما في الجزائر و غير مقبول إجتماعياًّ و دينياًّ , و لقي معارضة و سخط كبير من كل الفئات المعنيَّة , لما له من أثر رمزي على شخصية المجتمع الجزائري المحافظ , فمن المعقول أن يرفض أي رجل أن تولد زوجته بأيادي رجل آخر و من غير المعقول إطلاقاً أن تقبل أي جزائرية بأن تلد بأيدي رجل أجنبي عنها .

و بالرَّغم من هذا التصادم و التعارض الكبير ضد معايير المجتمع الجزائري , فمجمع إتحادات القابلات يشددن على مطالبتهن بإشراك الرجال في عمليات توليد النساء , و هو مايلقى معارضة أقوى من رجال الدّين في الجزائر و على رأسهم إمام مسجد الجزائر الكبير الشيخ علي عيَّة و الذي إعتبر أن هذا الأمر غير مقبول و غير ممكن تطبيقه إطلاقا من الناحية الشرعية إلاَّ في حالات نادرة أين تجيز قواعد الشريعة الإسلامية تدخُّل طبيب مختص في توليد النساء Genécologue على العاجل في حالات ضرورية قصوى أين تكون المرأة مهددة بالموت على طاولة التوليد , هنا فقط يسمح للعنصر الذكوري بالتدخل في توليد المرأة , أمَّا فيما يخص النقص الحاد لعدد القابلات على المستوى الوطني فإن هذا من مسؤولية رئيس الجمهورية و مسؤولي الصحة الكبار في البلد في الإتيان و توفير قابلات مسلمات من بلدان مجاورة أخرى من دون اللجوء إلى حل توظيف الرِّجال و الذي يعتبره غير مقبول بكل معنى الكلمة .

و تعتبر النقابات الممثلة للقابلات أن هذا المطلب نابع من المعاناة الكبرى التي تعانيها القابلات في الجزائر , و ترى نقابات أخرى أن هذا المطلب غير قابل للتحقيق على أرض الواقع و هو ليس الحل الحقيقي لهذه المشاكل , بل الحل يكمن في وضع قوانين و ضبط الأمور لحماية لصالح القابلات من أجل كبح التهرُّب الكبير و النزيف الذي تعانيه كل مستشفيات الجزائر , حيث أن المستشفى الجامعي لقسنطينة يحوي عدد لا يزيد عن 5 قابلات يتحمَّلن أكثر من 1200 ولادة كل شهر , و يرى آخرون تكوين عدد أكبر من الإناث في الجزائر في تخصص القابلات , و رفع أجورهن و توفير بيئة عمل مريحة و عادلة تكافىء الضغط العملي اليومي الذي يتعرَّضن لهُ .


شاهد مطالبات القابلات بتوظيف الرجال لتوليد النساء




  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: القابلات يطالبن بتوظيف الرجال لتوليد النساء !! Rating: 5 Reviewed By: Unknown
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html