في خلال إحتفالات الدولة بالعيد الوطني لقيام الدولة و إستقلالها عن المستعمر الفرنسي , و بعد أن دفع الشعب الجزائري طوال سنوات في حرب إستقلاله الجهد و النفيس و الدماء و الروح هاهي سلطات اليوم تتمرَّس في تقديس شخصية الرئيس و بدرجات متطورة أكثر من المعتاد . مالذي يحصل هل سنعود للجاهلية ؟؟
لقد تعودنا في الماضي السحيق على ظهور الرئيس بوتفليقة في المحافل الرسمية و إلقائه الكلمات و قيامه بالزيارات و التدشينات .... إلخ , لكن هذا كان في الماضي , ثم بعد مرضه أصبح يرسل لنا الرسائل و كأنه رئيس دولة أجنبية أو سفير لدولة أخرى لدينا , لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد !
فقد إبتكر المعرِّضون في السلطة الجزائرية طرقاً جد متطورة لجعل الرئيس حاضرا في كل المحافل , فقد أصبحو يأتون بصور عملاقة له و الأدهى من ذلك يقومون بتكريمها و إلتقاط الصور معها ؟؟ !!! هل أصابهم الجنون أم أنهم يريدون منا أن نصاب بالجنون ؟؟
في هذه السنة 2018 خرجت هذه الموضة للعلن تقديس صورة الرئيس , فقد تم تكريم صورة عملاقة له في اليوم الوطني للمحامين و تكريم صورة أخرى أكبر و بطريقة أكثر قدسيةً في الملتقى الوطني للبلديات و الدوائر و الولايات " الجماعات المحلية " و قامو بإلتقاط الصور معها كل من وزير الداخلية نور الدين بدوي و بعض الشخصيات الأخرى و قامو بمنح الصورة وساماً ؟؟ .
و اليوم في إحتفالات عيد الإستقلال المجيد في الذكرة 56 , قدمو لوحة عملاقة يحملها إثنان من أعضاء الكشافة الإسلامية الجزائرية ليقدموها أمام المنصة الشرفية ليلقو التحية لها و ينطلق الحرس الجمهوري في عزف النشيد الوطني في حضور تقديس تام لصورة الرئيس و التي كانت هذه المرة أكبر بكثيير من سابقيها بحيث طولها فقط ضعف طول حامليها و عرضها كذلك .
يبدو أننا نكاد نعود إلى عصر الجاهلية الأولى اين يتم صنع تمثال لبوتفليقة و تتم عبادته في العهدة الخامسة أو السادسة , و يبدو أيضاً أنَّ السيد عبد العزيز بوتفليقة لن يكون حاضرا يوم إيداع ملفاته لدى المجلس الدستوري لكي يترشح للإنتخبات التي يفوز بها للمرة الخامسة على التوالي , و لن يحضر مراسيم الترسيم الرسمية في المجلس الدستوري , بالتأكيد ستكون هناك ىلاف الصور العملاقة و المزينة بالورود و بأبهى الحلل و لن يكون هناك بوتفليقة بل صور بوتفليقة .
هذا ماتريده السلطة مناَّ أن نفهمه و تريدنا أن نعتاد على هذا الأمر حتى نستطيع تقبل ترشح صورته و ترسيم صورته رئيساً على الجزائر لعهدة خامسة و سادسة , و قد يموت بوتفليقة و تبقى صورته تمثله و قد يحاولون إقناعنا بأن صورته تحمل روحه و أن روحه هي من تفكر و هي عبقرية بتسيير الدولة و لا حاجة للجسد في ذلك , و هذا ما أقنعو البعض منا به في الفترة الحالية , بأن عقله فقط يسير الدولة بالرغم من أنه مشلول بشلل شبه كامل .
0 Comentair:
Post a Comment