نزل علينا خبر إنتشار وباء الكوليرا في الجزائر العاصمة كالصاعقة , كيف لا و نحن من يتباهى مسؤولونا بأننا أفضل و أحسن من السويد ؟؟ مثلما قال جمال ولد عباس !
تم تسجيل أول الحلات الخطيرة من الإصابة بوباء الكوليرا في المستشفى الجامعي لبوفاريك بالبليدة حيث توفي أحد المصابين هناك بعد أن تعرَّض لإسهال و غثيان شديد نتيجة إصابته بالكوليرا , المصابين تمَّ عزلهم عن بقية المرضى في المستشفى في وضع اقل مايمكن أن يقال عليه أنه كارثي و لا يمكن تسميته إطلاقاً بالحجر الصحي مثل الدول المحترمة .
وقد أعلنت وزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات عن حالة الطوارىء بـ 88 إصابة مشتبه فيها و 41 إصابة مؤكدة بالكوليرا منهم 14 في العاصمة فقط و تمت إضافة إصابة أخرى لطفل صغير يبلغ من العمر 4 سنوات من مدينة تابلاط بالمدية تم نقله مباشرة للمستشفى , و تنتشر الكوليرا سريعاً في هذه المرحلة بين ولايات الوسط " الجزائر العاصمة و تيبازة و البليدة و المدية و البويرة " , و قال وزير الموارد المائية أنه من المستبعد أن يكون مصدر الإصابة بالكوليرا هو مياه الحنفية و أكَّد أنها مراقبة , و يُحتمَل في أن يكون مصدر هذا الإنتشار السريع للوباء هو الفواكه و الخضر المسقية المياه الملوثة أو الشرب من مصادر غير مراقبة .
ماهو وباء الكوليرا ؟ وماهي مسبباته !
من المعروف عن الكوليرا أنه مرض يصيب الأمعاء وهي معدية تنتقل عبر المياه و السوائل , وتسببها سلالة جرثومة ضمة الكوليرا و هي من البكتيريا الضمية أو الواوية وهي نوع من البكتيريا سلبية الغرام متحركة لديها سوط قطبي , و شكلها عصبية معقوفة , ويوجد ذريتان أساسيتان من ضمة الكوليرا , هما الذرية الكلاسيكية و ضمة الطور إضافة إلى زمر مصلية عديدة . في السيناريو الشائع يتطور المرض من البراز السائل أولاً ثم إلى الصدمة في غضون 4 إلى 12 ساعة مُلحقاً بالوفاة بعد 18 ساعة إلى عدة أيام , هذا مالم يُقدَّم العلاج الإماهي عن طريق الفم أو في الوريد في الحالات الأكثر خطورة .
تهاجم بكتيريا ضمة الكوليريا الأمعاء عبر إنتاجها المكثف لسم " ذيفان " يعمل على تبطين الأغشية المخاطية للأمعاء الدقيقة فتتسبب بغثيان و قيء و إسهال شديد قد يؤدي إلى الوفاة , وتعتبر الكوليرا من أسرع الأمراض القاتلة حيث ينخفض ضغط دم إلى درجة عالية في غضون ساعة أو ساعتين و قد يؤدي إلى الوفاة في غضون ثلاث ساعات إذا لم يتلقى أي علاج في وقت قصير ,وتنتقل الكوليرا عادةً عن طريق الأغذية الملوثة أو المياه , و قد ينتشر قليلاً في الدول المتقدمة من المأكولات البحرية حيث تم العثور على الكوليرا في إثنين من الحيوانات المحار و العوالق . بينما في الدول النامية تكون المياه هي السبب في أكثر الأحيان .
وهذه هي الصورة المجهرية لبكتيريا الكوليرا
طرق الوقاية من وباء الكوليرا
أفضل طرق الوقاية التي تنصح بها المنظمة العالمية للصحة لتجنب كل الأوبئة و الأمراض هي :
* التعقيم و النظافة : يجب التأكد من نظافة كل المعدات الشخصية المستعملة دائماً , و غسل الأيدي بشكل يومي و مستمر قبل أي وجبة أو عند دخول المنزل , و غسل الخضر و الفواكه بمياه الجافيل أو الخل أو القارص , يجب حرق كل ملابس المصاب بالكوليرا و تجنبه بالكامل و عزله حتى يمنع إنتقال المرض عن طريق إحدى سوائله التي يمكنك أن تلتقطها بسهولة .
* التأكد من مصادر المياه و الأكل : يجب التأكد من أنَّ مصادر المياه المستعملة مراقبة بإستمرار و نظيفة و غير ملوثة و ليست من مصادر مجهولة مثل المجاري المائية أو العيون أو الآبار , يجب التأكد من أن الخضر و الفواكه تسقى بمياه نقية , إذا لم تتمكن من شراء مياه الينابيع المراقبة يمكنك تغلية مياه الحنفية في مة لا تقل عن 15 دقيقة . * أخذ لقاح ضد الكوليرا لإكتساب مناعة ذاتية ضد هذا النوع من الأمراض .
طرق العلاج
يتبع أغلب الأطباء طرق علاج معينة متعارف عليها و هي : * الإمهاء الفموي : وهي أكثر طريقة فعالة و ناجعة حيث يتم إستبدال السوائل عن طريق الفم , وهو أسهل و أحسن علاج , حيث يستخدم مياه نقية يضاف إليها 6 ست ملاعق صغيرة سكر و نصف ملعقة صغيرة مستوية من الملح إلى 1 لتر من المياه النقية , و يأخذه المريض بشكل تدريجي حتى يعتاد عليه . و هو أحسن حل لمعالجة حالات الجفاف القوية التي تسببها الكوليرا ويعتبر كذلك علاجاً رئيسياً .
* المضادات الحيوية : تعمل المضادات الحيوية على تقصير مسار المرض و التقليل من فعالية الجرثومة , و يستخدم التتراسيكلين كمضاد حيوي رئيسي و يمكن أيضا إستخدام الكوتريمازول و الأريثروميسين و الكلورامفينيكول و الفلوروكينولون . مع ملاحظة الكثير من المقاومة للمضاد الحيوي من قبل الجرثومة .
كما نستطيع أن ننصحكم بأحد المكملات الغذائية الطبيعية الحائزة على شهادات الآيزو العالمية و سلامة الغذاء و مراقبة من معهد باستور و وزارة الصحة , وهو الكلوروفيل - اليخضور - وهو المركب الأساسي للنباتات الذي يعطيها الإمكانية لإنتاج الخضر و الفواكه و يعطي للنباتات اللون الأخضر , يتميز بأنه يحتوي على 15 معدن و فيتامين و 8 إنزيمات , وهو مفيد للغاية من أجل تنظيف القولون و تعويض الأملاح المعدنية المفقودة و تدعيم جدار القولون و الزغبات المعوية من أجل تقوية الإمتصاص و تقوية المناعة و موازنة المستوى القاعدي و الحامضي في الجسم , بحيث يسمح هذا بترك الجسم في حالة مستقرة و يمكنه محاربة و مقاومة الآثار التي تسببها الكوليرا .
الكلوروفيل تنتجه مؤسسة ماليزية EDmark International ويمكن طلبه مباشرة من الموزع الرسمي المعتمد عن طريق الإتصال به :
الهاتف : 0561316423 من الجزائر 213561316423+ من خارج الجزائر
إنه من المعروف عن الكوليرا حقيقةً أنه مرض خطير و فتَّاك لكنَّ علاجه و الوقاية منه بسيطتان جداًّ مجرَّد الحفاظ على النظافة الشخصية و نظافة المواد الغذائية و المياه و إتباع الأدوية و العلاجات المتوفرة , لكن المعاب هنا هو أنَّ الجزائر في 2018 في العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة لم تستطع أن تضمن توفُّر مصادر غذاء نظيفة للمواطنين , فإذا كانت مياه الحنفيات كما يقول وزير الموارد المائية أنها معالجة و تمَّ تحليلها و هي نظيفة , فمن أين أتت إذن ؟ إذا تفشَّت الكوليرا و تم الإعلان عنها هذا يدل على أنه هناك خلل كبير في منظومة الصرف الصحي و التزود بالمياه و السقي , فهناك كما تعلمون من ليس لهم ضمير و يسقون خضرهم و فواكههم بالمياه غير الصالحة , وهناك أماكن خالية من المياه الصالحة للشرب أصلاً .
لابد أن تكون الكوليرا وصمة عار على جبين الحكومة و الرئيس , لقد شهدنا في سنة واحدة فقط عودة مرض البوحمرون في ولاية الوادي و المغير في الجنوب و لم يتم إعارتهم الإهتمام الكافي بل و خرج علينا وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات آن ذاك ليقول لنا أن المصابون لم يأخذو التلقيحات في وقتها و هذا تسبُّب غبي لأن التلقيحات من واجب الحكومة أن توفرها و إن رفضوها هناك فقط يكونون مسؤولون عن مرضهم .
قد يكون مرض الكوليرا غير مؤثر ولن ينتشر ليضرب الجزائر كلها لكن مجرد ظهوره فهذا يعني أنَّ المنظومة الصحية تعاااااني الكثيير و غير قادرة على وقف إنتشار مرض عاد إلينا من العصور الوسطى , الكوليرا تحذرنا بأننا تراجعنا إلى الوراء كثيراً و نحن الآن في العصور الوسطى , ليس العصور الوسطى التي كانت فيها الجزائر في عصرها الذهبي إبَّان الدولة العثمانية و ليس ذلك العصر التي كانت فيه أمتنا في أزهى أيامها , بل نحن في العصور الوسطى الاُوروبية التي كانت تعجُّ ب الطاعون و الكوليرا و الملاريا و كل أنواع الأوبئة الفتاكة .
نتذكر قبل أيام الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس حين قال " نحن أحسن من السويد " نعم نحن أحسن من السويد لأنَّنا لدينا حُكَّاماً و مسؤولين وجههم أحرش و يقابلون به الشعب , و نحن أحسن من السويد لأن لدينا رئيس لم يتحدث معنا منذ 7 سنوات و هو أول رئيس في العالم لم ينطق بكلمة لشعبه خلال 7 سنوات كاملة سنتين قبل العهدة الرابعة و العهدة الرابعة بأكملها , و قد يضيف لنا العهدة الخامسة و يحطم رقمه القياسي .
يمكن القول إن ظهور الكوليرا هو نتيجة من نتائج التسيُّب الكبيرة و التي سببها غياب الرَّدع و غياب و سوء التسيير الناجم عن فراغ كبير في السلطة و غياب لرئيس الجمهورية فلا رقيب و لا عتيب و الكل يسرح كما يريد .
يمكن أن نرى بوضوح أنَّ الأزمة ليست وليدة اليوم , فأبسط مثال في العاصمة " جسر الحراش " الذي يصب كم مخلفاته في البحر في ساحل العاصمة و هو الذي ينطلق من سلسسلة الأطلس البليدي , و لا بد أن نذكر أيضا أن ليست كل مصادر المياه نظيفة , وخصوصاً إذا إختلطت بالأوساخ الكبرى لدينا .
0 Comentair:
Post a Comment