الخداع يلبس قناع القضاء و القدر | البريكولاج يُغرِقُ مُدنُنا
الغش و الخداع يختبئان تحت قناع القضاء و القدر
أكثر من 9 ولايات تغرِق مرتين في ثلاث أشهر فقط
أصبحنا نحن الجزائريون وبقية دول العالم الثالث نسمع كلمة " القضاء و القدر " و " الله غالب " في كل مكان وزمان و في أي حالة تقريباً و تطور الأمر إلى أن اصبحنا نستسلم تماماً عند سماعها , ليس لأنها قضاء و قدر و مشيئة من الله بل لأنَّها اصبحت صمام أمان لكل الغشاشين و الخداعين كيف ذلك ؟!
عندما يُمنح المقاول أو تُمنَحُ الشركة مشاريع عمومية ذات طالع إستراتيجي يستفيد منها المواطن العادي الذي هو نفسه من يدفع أموال تلك المشاريع بطريقة غير مباشرة , وعوض أن يتم إنجاز المشاريع العمومية حسب المعايير المعمول بها عالمياًّ من كل النواحي الهندسية و الجمالية و العملياتية و من ناحية السلامة العامة , يكتفي فقط المنجز بالجانب الجمالي ليظهر أمام المسؤولين و الوزراء و الزوار الأجانب وياليته أتقن الجانب الجمالي على الأقل .
المشكلة ليست في الإنجاز و جماله المشكلة الكبرى في حجم الفساد و الغش و التدليس و الخداع الذي يهلك المواطن و يؤدي إلى زهق أرواح و إغراق مُدُن بشوارعها و تتسبب دائما في خسائر مادية كبيرة للمواطنين, ومن ثم تتأزم الأمور أكثر فأكثر فيأتي مشروع إصلاحي جديد للمنطقة المتضررة و يزداد الغِشُّ غِشًّا و الخداعُ خداعاً و التدليسُ تدليساً و تزدادُ آثار الكوارث الطبيعية على المنطقة .
للأسف الشديد هذا هو الحال التي آلت إليه كل من ولايات تبسة و خنشلة و باتنة و أم البواقي و سوق أهراس و قسنطينة و تيارت و ورقلة و تمنراست و أدرار و غرداية و سيدي بلعباس و تندوف و بشار التي شهدت ثلاث فيضانات في عام واحد إثنان منهم كانت بينهم فترة زمنية صغيرة جداًّ قدرها شهرين فقط , يعني أقصى درجات البريكولاج الممكن تصورها لم يمر سوى شهرين بين فيضان و فيضان , و إن كان هذا يدلُّ على شيء فإنه يدل على كذب المسؤولين المحليين و المسؤولين الكبار و كذب المنجزين الذين يؤكدون لنا بعد كل كارثة بأنهم قد جهزو و أعادو ترميم كل شيء و أنهم جهزو المدينة لتفادي كوارث مماثلة كل هذا كذب في كذب في كذب .
يحدث هذا بالرغم من أنَّ الدولة خصصت الملايير سنوياً في إطار مشاريع حماية المدن من الفيضانات و إعادة تهيئة الوديان و ترميمها و تعديل مجراها و ترميم شبكات الصرف الصحي و توسيعها و جعلها قادرة على تحمل الكم الهائل من السيول و الأمطار الموسمية , وما نلاحظها الآن أنَّ كل تلك الأموال تم أكلها و سرقتها و لم يتم صرفها في هذه المشاريع التي تقي مدننا و مواطنينا من الآثار المدمرة للفيضانات .
هل يجب أن تعود كارثة باب الواد و الكوارث المشابهة حتى يتفطن الجميع ؟ على كل حال نحن متأكدين من أنه لن يتفطن أحد لهذا الموضوع إلاَّ عندما تصله السيول إلى منزله و تجرف سيارته و تقتل إبنه . رحم الله كل من ذهب ضحية إهمال المشاريع التي تهتم بحماية المدن من الفيضانات و كل ضحية هو على رقبة كل مسؤول عن هذا المشروع سواءا أكان من قريب أو من بعيد .
0 Comentair:
Post a Comment