970x90 شفرة ادسنس

ورقلة : غضب شعبي و إستياء شديد من الحكومة


تزايد مستويات الغضب و الإستياء الشعبي ضد الحكومة

سكان ورقلة يحتجون ثلاث مرات في شهرين فقط


تشهد ولاية ورقلة في السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظا لوتيرة الإحتجاجات إذ أنَّ أكثر من ثلاثة إحتجاجات شعبية كانت في وقت قصير جداًّ قدره ثلاثة أشهر فقط , وكل هذا بسبب تردي أوضاع الخدمات الإجتماعية الحكومية و إنعدام شبه كلي للتنمية المستدامة و تفشي البطالة بشكل كبير جداًّ إضافةً إلى مشاكل لا حصر لها من غلاء تسعيرة الكهرباء و الإنقطاع المتكرر للكهرباء و الماء , إضافةً إلى أنَّهُ هناك العديد من البلديات في ولاية ورقلة من تعاني معاناة شديدة أهمها إنعدام التزوُّد بالغاز و المياه الصالحة للشرب , و بالتأكيد إضافةً غلى كل هذه المشاكل تأتي البنية التحتية التي يتفق الكبير و الصغير على إنعدامها " ماعدا بعض التحسن على مستوى الطريق شمال جنوب و خط السكة الحديدية السريع الجديد " قسنطينة - ورقلة " , فالمواطنون القاطنون بالبلديات البعيدة عن ورقلة يعانون بل تستطيع أن تعتبر حياتهم اليومية جهاد بالنسبة لسكان المدن الكبرى الساحلية , لا شيء يشجع على الإستثمار في أي مجال بالرغم من أنَّ ولاية ورقلة هي ولاية إقتصادية بإمتياز و هي الولاية التي تجعل الجزائر جزائراً و تُمَكِّنُنا من أن نعيش كبشر من العالم الثالث لولاها لكنا من العصر الحجري .

إنَّ درجة تراكم المشاكل الإجتماعية التي تجعل المواطن في ولاية ورقلة يعاني أشدَّ المعاناة في حياته العادية الروتينية اليومية فما أدراك بوضعية حقوقه الإجتماعية العاديَّة من عمل و علاج و سكن وبالتأكيد لسنا بحاجة لأن نشرح لكم درجة المصاعب التي قد يتلقاها أي رجل أعمال من مدينة ورقلة في حال أراد أن يستثمر هناك فإذا كان هو ذاته يجاهد للحصول على حقوقه المدنية العادية فما أدراك بطموحه الإستشرافي المستقبلي , نكاد نقول أنَّ شباب ورقلة و سكانها هم في الحقيقة مجاهدون .

كل ماسردناه هو مجرد نقطة واحدة من بحر فورقلة هي ولاية واحدة فقط من أصل 17 ولاية صحراوية كبرى , هذا يعني أنَّ معانات سكان الجنوب الكبير الغني يعانون معاناة مضاعفة فكلما إبتعدت عن المركز إبتعدت عن الحياة , لا طرق معبدة بشكل جيد ولا خدمات إجتماعية ولا خدمات صحية ولا شيء بمعنى الكلمة .

عندما نقول أن المؤسسات الإستشفائية عددها قليل جدا ولا تغطي حتَّى نصف ولاية ورقلة فهذا حقيقة كاملة , فعدد المؤسسات الإستشفائية في ولاية ورقلة هو 12 إثنى عشر بينما عدد البلديات هو 21 بلدية أي أنَّ كل بلديتين تقريباً تشتركان في مؤسسة إستشفائية واحدة , وللعلم فإن متوسط المسافة بين بلدية و بلدية في ولاية ورقلة هو تقريباً المسافة بين ولاية و ولاية في الساحل الجزائري و عادةً ما تكون المسافة أكثر من المتوسط بكثير أين تبلغ 164 كم إلى 250 كم بين بلديتين , و هذا يوضح درجة معاناة المرضى الذين يقطنون في بلديات لا تحتوي على مؤسسات إستشفائية , و المشكل الأكبر فإنَّ الكثير من المؤسسات الإستشفائية لا تحوي كل التخصصات و إذا إحتوت كل التخصصات فإنها تفتقر إلى المعدات الطبية اللازمة و إذا إحتوت هاتين الإثنتين فإنها لا تملك العدد الكافي من الآليات الإستشفائية " سيارات الإسعاف ... وسائل التدخل السريع للإسعاف .... إلخ " و إن قلنا أنها مجهزة بكل شيء فبالتأكيد أنها في الغالب لا تتجاوز سعتها الـ 200 سرير تقريباً .

و أبرز ما يعاني منه سكان ولاية ورقلة مثل كل سكان الجنوب العميق هو الوفيات المرتفعة جرَّاء لسعات العقارب و الأفاعي و بعض الحشرات القاتلة الأخرى , وهذا ليس لأن السكان يهاجمون الحيوانات مثلما أشار وزير الصحة الحقير حسبلاوي , بل لغياب الوسائل و الإمكانيات و التغطية الصحية الجوارية التي تفرض إجباراً وجود مؤسسة إستشفائية في كل مجمع سكني , وهذا يجعل المريض أو المصاب في الحالة الحرجة أو الحامل التي تريد أن تلد تواجه الموت الحقيقي فلا يوجد ما يسمح بالتدخل السريع إلاَّ إذا كان صاحب الإستعجال محظوظاً حقاًّ .

و من الجانب الإقتصادي فإنَّ ضعف و هشاشة البنية التحتية في ولاية ورقلة و ضعف شبكات النقل و التزود بالمياه الصالحة للشرب و الكهرباء و الغاز و ضعف شبكة الصرف الصحي و غياب أي آلية لدعم الإستثمار المحلي " ماعدا ميدان المحروقات " , قد يأتي قارىء و يقول بأن الحكومة تمنح إمتيازات ضريبية كبيرة و مغرية لأي مستثمر محلي أو أجنبي من أجل تنمية المناطق غير المؤهلة , أقول له صحيح هذا دعم جيد و يحتاج سلسلة من الخطوات و الإجراءات و عمل كبير يتعلق أساسا بتوفير بنية تحتية قوية و من بينها رفع حصة السكنات المقدمة لسكان الولاية و زيادة عدد المجمعات السكنية و تنظيمها بدل أن تكون عشوائية من أجل دعم حركية إقتصادية في المنطقة , فإستقرار العائلات يولد إقتصاد ناشيء ثم يتطور ليجلب المستثمرين من كل مكان.

وتعاني ولاية ورقلة على غرار ولايات الوطن كلها من نقص في الهياكل التعليمية بالرغم من أن الحكومة تسارع في بناء المزيد من الهياكل من إبتدائيات و متوسطات وثانويات و حتى كليات إلى أن كل هذا يبقى ناقصاً بسبب شساعة الولاية .

إضافة إلى كل هذا  لم تكتفي الحكومة بمد ظهرها لمطالب سكان ورقلة بل أضافة لها بعض التوابل لترفع الإحتقان بشدة , فيأتي وزيرنا الأول أحمد اويحيى بتصريح عدائي ضد تصرف سكان ورقلة عنما قامو بالإحتجاج على إقامة حفلات غنائية في مدينتهم ومنعو إقامة الحفل بصفتهم محافظين ولا يقبلون بهذه الأمور غير الأخلاقية في مدينتهم ورجال , وعوض أن يعتذر لهم الوزير قدم لهم أحر التصريحات النارية ضدهم وهو مايجعله الآن غير مرغوب به إطلاقاً , ثم أتى السيد حسبلاوي وزير الصحة بتصريح أثار ثائرة السكان بعد أن توفيت دكتورة في جامعة قاصدي مرباح بورقلة بسبب لسعة العقرب , أين قال "
العقارب حيوانات أليفة ولا تهاجم إلاَّ إذا أحسَّت بالخطر و علينا أن نتعايش مع وسطنا " يقصد بذلك أنَّ المتهم ليس العقرب بل الإنسان الذي يقترب منه .

كل هذا ولَّدَ إحتقان و غضب و إستياء شديد لدى سكان ورقلة أين أظهرو ذلك في العيد من المناسبات , فأضحت إحتجاجاتهم متكررة و لكن في الآونة الأخيرة إزدادت وتيرة تلك الإحتجاجات لتصل إلى ثلاثة إحتجاجات في ظرف شهرين فقط !!! , كان آخرها هو الأكبر عندنا إجتمع الآلاف في مسيرة سلمية و منظمة إنطلقت من مركز مدينة ورقلة و أشهر فيها السكان مطالبهم بوضوح مطالبين تدخل عاجل و سريع من السلطات المحلية و العليا في البلاد من أجل وضح حد لهذه المعاناة قبل أن يتطور الوضع أكثر فأكثر , وكانت اهم ما نادو به هو إقالة والي الولاية عبد القادر الجلاوي و إقالة الوزير الأول أحمد اويحيى , بينما كانت هتافاتهم تدور حول تقصير الملحقات البلدية و المجالس البلدية المنتخبة و أعيان المجتمع المدني , و أيضاً إشتكو من الإعتقالات التي تقوم بها الشرطة بعد كل خرجة شعبية و كذلك التخوين الذي يلفقه الإعلام الموالي للسلطة من حين لآخر , وككل الجزائريين أظهرو إستيائهم من نواب البرلمان و من التهميش و من الفساد الذي ينخر الإدارة العمومية و من تردي أوضاع حقوق الإنسان و من تردي أحوال السكنات العمومية و كانت أهم شعاراتهم المكررة هي " يالِلعار يالِلعار عاصمة إقتصادية كلاتها الميزيرية " و " بلاد الغاز والبترول المواطن فيها محقور " و " باعو الصحرا بالدولار " و " الشعب يريد إسقاط الفساد " و" بركات من اويحيى بركات ... جايين للعاصمة " .

إلى متى تبقى الحكومة تعطي ظهرها إلى إحتجاجات سكان ورقلة المتكررة ؟! هل تنتظر الحكومة إلى أن تتفشى الأوضاع هناك و ينتقل الشارع من مرحلة المسيرات السلمية إلى الإحتجاجات العنيفة ؟! و هل تنتظر الحكومة أن تنتقل تلك الإحتجاجات إلى الولايات الجنوبية المجاورة و إلى العاصمة حتى تستفيق من سباتها العميق ؟!
لماذا لا تضع مخططات إستشرافية إستعجالية لحل الأزمة قبل أن تتعفن أم أن هناك من يريدها أن تكون كذلك ؟!

شاهد كل ما قاله سكان ورقلة في إحتجاجاتهم أول أمس











أترك لنا تعليقك حول الموضوع من هنا

أحصل على كل جديد مباشرة بالضغط على  " متابعة "


إشترك معنا في قناتنا على اليوتوب 



  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: ورقلة : غضب شعبي و إستياء شديد من الحكومة Rating: 5 Reviewed By: AyoubVision
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html