النفط يتجاوز عتبة 81 دولار للبرميل | و ولد قدور يصفه بالأمر السلبي !!
أسعار البترول تتجاوز عتبة الـ 81 دولار للبرميل
المدير العام لسوناطراك يعتبر الأمر سلبي على الجزائر !!
مباشرة بعد إتفاق أعضاء منظمة الدول المنتجة و المصدرة للنفط و الدول الحليفة للمنظمة على عدم الزيادة في الإنتاج و إحترام مخرجات إتفاق الجزائر 2016 , بدأت أسعار النفط في الإرتفاع فبعد أن كانت العقود الآجلة تصل لـ 78 إلى 79 دولار للبرميل أضحت اليوم تصل إلى 81 دولار للبرميل وهو مالم يحدث منذ أربع سنوات ولكن خرج اليوم المدير العام لمؤسسة سوناطراك عبد المؤمن ولد قدور في ندوة صحفية حول رؤية و مشاريع سوناطراك و في إشارة له إلى تطور أسعار النفط قال بأنَّ هذا يُعدُّ أمرٌ سلبي على الجزائر !!!
الأمر الذي يجعلنا نخمن فعلاً في السبب الذي تركه يقول بأن إرتفاع أسعار النفط الذي عملت عليه الجزائر من أجل تحقيقه جاهدةً و إستعملت كل القنوات الديبلوماسية لجمع فرقاء منظمة الاوبيك , وفي الأخير يصبح إرتفاع أسعار النفط سلبي على الجزائر ؟! , قد يكون هذا صحيحاً ربما في حالة واحدة وهي الإرتفاع السريع المهوِّل لأسعار البترول و من ثم بالتأكيد سرتفع العرض إرتفاعاً ضخما فتصب الولايات المتحدة الأمريكية كل مخزوناتها من النفط و كذلك يدخل النفط الصخري حيز الإنتاج بسبب أنه لا يُنتَج إلاَّ في ظل أسعار مرتفعة نظرا لتكلفة إنتاجه , وهنا قد تحدث ' الفقاعة " و هي صدمة أسعار أخرى بسبب فائض العرض وقد تتدنى الأسعار أكثر من اللازم و نعود إلى مشاكلنا الأولى .
لكن هذا يبدو أنه مستبعد حاليا بالنظر لعمل منظمة الاوبيك على جعل السوق متوازناً لضمان عدم التعرض لصدمة قوية أخرى مثلما حدث سنة 2014 , فإرتفاع الأسعار قد يعجِّلُ من رفع المعروض و هو مالاتريده المنظمة ولا يستفيد أي أحد من هذا , إلاَّ في حالة نشوب أزمات في البلدان الغنية بالنفط و عدم قدرة الدول المنتجة و المصدرة للنفط على تغطية إنتاج الدولة المتضررة أو المعاقبة " مثل إيران حاليا " , وبطبيعة الحال لن يصمد هذا الإرتفاع كثيرا بسبب مخزونات النفط الأمريكية المتأتية من النفط الصخري , و كذلك لا ننسى أنه هناك إكتشافات جديدة سنويا في مناطق جديدة من العالم بخصوص النفط و الغاز , هذا يعني أنَّ العرض يتطور .
بالموازات مع تطور العرض يتطور كذلك الطلب و خصوصا الطلب الصيني الذي يسعى دائما لتوفير المادة الخام لإقتصاده المزدهر و أي تطور في إقتصاديات الدول الجديدة سيعود بالفائدة على الدول المنتجة للنفط بسبب حاجيات ذلك الإقتصاد للنفط .
وبالتأكيد هذا أيضا لن يستمر ولن يصمد و سيأتي اليوم الذي تنهار فيه الأسعار لدرجة حادة أكثر بكثير من سنوات الثمانينيات , وهذا بسبب توجه إقتصاديات الدول الأولى إلى الطاقة المتجددة و اوروبا تغطي إحتياجاتها لحد الن بنسبة 40% بواسطة مصار متجددة و لا تزال تستثمر الكثير من الأموال في هذا القطاع , بينما الصين تتجهز لتغطية أكثر من 50% من إحتياجاتها الطاقوية بمصادر متجددة هي الأخرى و نفس الشيء بالنسبة للبقية , فمستويات الطلب على النفط و البترول و حتى الغاز تقل و تقل يوما بعد يوم .
على الدولة الجزائرية العمل من الآن على الإستثمار في الطاقات المتجددة من أجل ضمان القدرة على البقاء في مضمار تصدير الطاقة , ولا ننسى أن الجزائر تواجه خطرا يتعلق بتزايد الإستهلاك الداخلي للنفط والذي يصل لمستوى اكثر من 50% من إنتاجنا المحلي , و قد يصل سنة 2023 إلى 70% و نتحول من دول مصدرة إلى دول مستهلكة في رمشة عين .
لكن يبدو أننا نسينا نقطة واحدة فيما يخص تصريح المدير العام لسوناطراك عبد المؤمن ولد قدور , وبما أنَّ له خلفيات أمريكية وشكوك حول عمله لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وهي ذات التهمة التي دخل بسببها السجن العسكري أيام كان الجنرال التوفيق قائدا لجهاز الإستخبارات , و قد يكون هذا التصريح نابعاً من خدمته لصالح الولايات المتحدة , فكيف لمسؤول في مؤسسة مسيرة للإنتاج النفطي أن يصف إرتفاع الأسعار بالأمر السلبي , فهو لا يكون سلبيا إلا على المستهلكين و أكبر مستهلك للنفط في العالم هي الولايات المتحدة الأمريكية.
0 Comentair:
Post a Comment