ترأسَ رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مجلس الوزراء أمس الأربعاء في إجتماعه السنوي أين تمَّ مناقشة عدة مواضيع إقتصادية و إستثمارية محضة من دون الحديث أو الإشارة إلى مواضيع سياسية أو قضايا حساسة راهنة مثل مارُؤِّجً له كالحديث على أزمة الفيضانات المتكررة و مشاكل معطوبي و متقاعدي الجيش الوطني الشعبي , إلاَّ أنَّ ماجاء به مجلس الوزراء من الناحية الإقتصادية له قدر كبير من الأهمية من حيث نوعية المشاريع التي صادق عليها رئيس الجمهورية , كما تلقَّى عرضاً حول مشروع قانون المالية لسنة 2019 و حول الوضعية المالية و الإقتصادية للبلاد و كذلك تلقى نظرةً حول إستشراف مستقبلي لوضعية مداخيل الدولة.
وقد صادق مجلس الوزراء أمس على عدة مراسيم تتعلق بقطاعات الطاقة و الفلاحة و الصناعة و الجماعات المحلية , حيث إستهلَّ أشغاله بالدراسة و المصادقة على مشروع قانون المالية لسنة 2019 الذي قدمه السيد وزير المالية , كما صادق على مرسومين يتعلقان بإلغاء تصنيف أراضٍ فلاحية بولايات وهران و تبسة و سكيكدة .
إلغاء تصنيف هذه الاراضي الفلاحية تمَّ إعداده من قبل فرق محليَّة متعددة القطاعات ثم من طرف لجان وطنية بعد التَّحقُّق من الطابع الفلاحي الهامشي لهذه الأراضي وستوجه المساحة الأولى المقدرة بـ 120 هكتار ببلدية طافراوي في ولاية وهران لإنجاز مصنع لتركيب السيارات من قبل شركة بيجو الفرنسية مع شريكين محليين يحوزان على الأغلبية ويتعلق الأمر بإستثمار قيمته 16.4 مليار دينار وسيمكن هذا المصنع من توفير ألف منصب شغل مباشر بالموقع الصناعي و 4000 منصب شغل غير مباشر في المنطقة .
وستخصص مساحتان إضافيتان مقدرتان بـ 150 هكتار ببلدية بكوش لخضر ولاية سكيكدة و 487 هكتار ببلدية العوينات بولاية تبسة لإنجاز مصنعين هامين للأسمدة الفوسفاتية , و تعد هاتين الوحدتين جزءاً من مشروع صناعي و منجمي ضخم يرفع إنتاج الفوسفات على مستوى حقل واد هضبة بولاية تبسة و كذا تطوير تحويل هذا المعدن إلى مختلف الأسمدة على مستوى المصانع الثلاثة المقررة إنجازها بولايات تبسة وسوق أهراس و سكيكدة .
وسيتم إنجاز هذا المشروع المتكامل بالشراكة بين مؤسسات جزائرية و صينية وتبلغ قيمة هذا الإستثمار أكثر من 6 مليار دولار بحيث سيسمح بتوفير حوالي 20000 منصب شغل مباشر وغير مباشر لفائدة سكان ولاية تبسة و سوق أهراس و عنابة .
وقد تم المصادقة على ثلاث مراسيم رئاسية تخص إستغلال حقول نفطية , ويتعلق المرسوم الأول بعقد تمَّ إبرامه في يناير 2018 ما بين سوناطراك كشريك بالأغلبية وشركة " سيبسا " لتمديد الإنتاج في الحقل المسمى " رورد الخروف " وسيخصص لهذا الإستثمار حوالي 1.2 مليار دولار أمريكا فيما يتعلق المرسوم الثاني بملحق عقد يجمع بين سوناطراك كشريك بالأغلبية وشريكها الفرنسي توتال و ريبسول من أجل الإستكشاف و إستغلال المحيط المسمى " تين فويي تابنكورت 2 " بإستثمار يقدر بـ 320 مليون دولار أمريكي , أما المرسوم الثالث و الأخير فهو يتيح الإلغاء المسبق لعقد يربط سوناطراك بشريكها " توتال " و ريسبول " في إستغلال محيط سابق يسمى " تين فويي " إذ يسمح هذا الإلغاء بتنفيذ العقد المتعلق بمحيط تين فويي تابنكورت 2 .
وبمناسبة دراسة هذه النصوص الثلاثة حث رئيس الجمهورية مسؤولي قطاع الطاقة على بذل المزيد من المجهودات في إستكشاف طاقات البلد من المحروقات بغية ضمان موارد مالية معتبرة للبلد لتمويل التنمية الوطنية , كما طلب رئيس الدولة بإعطاء دفع قوي لتطوير قطاع الطاقات المتجددة والتي تم منذ ثلاث سنوات إعتماد برنامج هام بشأنها .
أمَّا بخصوص الجماعات المحلية فقد وافق رئيس الجمهورية على مقترح وزير الداخلية نور الدين بدوي بخصوص صلاحيات الولاة المنتدبين و الذي يتضمن تعديل المرسوم الرئاسي المتعلق بالقطاعات الإدارية في بعض الولايات , وتضمن أيضا تعزيز تقريب المرفق العام من المواطنين أكثر , و سيكون لهذا التحول إنعكاسات إيجابية على التسيير و التنمية المحلية المستدامة خاصة في ولايات الجنوب التي تعززت في 2014 بإستحداث مقاطعات إدارية يسيرها ولاة منتدبون .
وبالمختصر المفيد يكون مجلس الوزراء قد فتح فرصة لحوالي 30000 ثلاثين الف منصب شغل موزعة على ولايات وهران و تبسة و سوق أهراس و عنابة و إليزي " بإعتبارها الولاية التي تحتضن حقل تين فويي ", كان النصيب الأكبر من حجم الإستثمارات للشريك الفرنسي بما يقدر بـحوالي 18 ثمانية عشر مليار دولار ناهيك عن الإمتيازات الكبرى المتعلقة بالمساحات الممنوحة لإنجاز المصانع , بينما إستفاد الشريك الصيني بماقيمته 6 ستة مليار دولار إضافة إلى إمتيازات تتعلق هي الأخرى بمسحات إنشاء المصانع .
0 Comentair:
Post a Comment