970x90 شفرة ادسنس

هل ترامب فعلا قادر على معاقبة أعضاء الأوبك ؟!


هل فعلاً الولايات المتحدة قادرة على معاقبة أعضاء الأوبك ؟!


صرَّح أمس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من منبر الأمم المتحدة في نيويورك بأنَّهُ غاضبٌ جداًّ من قرارات منظمة الأوبك بشأن مستويات إنتاج النفط بحيث إعتبر بأن المنظمة تتعمد رفع أسعار البترول بشكل غير عادل و إعتبرها أيضا أنها تتلاعب بأسعار النفط وأضاف قائلاً  " الاوبك تتلاعب بأسعار النفط العالمية المتوفر في كل مكان وهو مالايعجبني ولا يجب أن يعجب أحد " , و كان قد هدَّد قبل الإجتماع الأخيرل لدول و حلفاء الاوبك بالضغط إقتصادياًّ و أمنياًّ على الدول الحليفة للولايات المتحدة و خصوصا دول الخليج .

وقد إعتبر الحماية الأمنية التي تقدمها أمريكا لدول إفريقية و خليجية كثيرة بمثابة الهبة التي يجب أن لا تعارض مصالح الولايات المتحدة خصوصا في مجال النفط , و سبق و أن ضغط ترامب بشكل منفرد على أكبر منتج للنفط في العالم المملكة العربية السعودية من أجل زيادة إنتاج النفط لكي ينخفض سعره بحسب قانون العرض و الطلب , لكن هذه المرة لم تستجب دول الخليج ولا الدول الإفريقية بل إجتمعو كلهم على قرار  عدم الزيادة في إنتاج النفط , وهو ما تسبب في إرتفاع أسعاره و التي إستقرَّت عند 81 دولار للبرميل .

لكن يبدو أن ترامب لم يتوقف عند هذا الحد بل إستمرَّ في تهديده ليمس كالعادة هوايته المفضلة في فرض العقوبات و هدد كذلك بالتضييق على إستثمارات دول الأوبك في العالم و خصوصا دول الخليج التي تمتلك رصيدا مهما من الإستثمارات الخارجية في العالم و حتى داخل أمريكا , فهل هو حقا قادر على تنفيذ هذه التهديدات و تحويلها إلى حقيقة ؟ أم أنها مجرد محاولات للضغط فقط ؟!

من الناحية السياسية يمكن أن يشكل هذا بعض الضغط لكنه ليس ضغطا رهيبا كما يتم تسويقه فدول الخليج سبق و أن دفعت فاتورة كبيرة جدا من الأموال لترامب من أجل الأسلحة و هي الأعلى في تاريخ الصفقات التجارية العالمية , وهو مايجعل ترامب غير قادر فعليا على فرض المزيد من الضغوطات من هذا النوع , لكن من الجانب الإقتصادي و الإستثماري فإنَّ مجرد النطق بالتهديد من رئيس الولايات المتحدة ضد أي بلد كان سيكون له حتماً أثر على إستثمارات المؤسسات الأمريكية حتى ولو بدرجة صغيرة , لأن هذا يثير من شكوك ومخاوف المستثمرين و الذين بالتأكيد لن يغامرو بأموالهم في قضايا حساسة و غير مستقرة .

و هذا ينطبق على الدول الإفريقية التي تعتمد بشكل تام على إستثمارات الدول الغربية في بلادها , بينما دول الخليج هي من تم تستثمر في دول العالم وهنا فرق كبير أي أن تأثير المؤسسات الأمريكية في إقتصاديات دول الخليج إيجابي للطرفين في حالة بقائهم هناك , لكن لو تنسحب الإستثمارات الأمريكية من الخليج فالخاسر الأكبر هو الولايات المتحدة قبل أن يأتي التاثير فيما بعد على الخليج وهذا بالتأكيد ليس في صالح ترامب , و هنا نقول بأنَّ الدول الإفريقية الفقيرة نسبيا بالمقارنة مع دول الخليج و دول جنوب القارة الأمريكية هي المعنية بالتهديد و نذكر منها الجزائر التي تبلغ قيمة تعاملاتها التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية 70% سنوياًّ بينما 27% هي قيمة تعاملاتنا مع اوروبا و 3% مع بقية العالم .

لكن و بالرغم من كل هذا فإنَّ هذا الضغط الأمريكي ليس في صالح أمريكا في حد ذاتها حالياًّ ولسبب بسيط جدا هي أنها فقدت التعاون الكامل لها مع اوروبا و إستصنعت عداءاً مع حليفها الأوروبي و لا داعي لذكر عداءات أمريكا مع الصين و روسيا و الكثير من إقتصاديات الدول المهمة في العالم , و هو مايعني أنَّ أي تهديد أمريكي لأي دولة إقتصاديا سيقابله فرص إقتصادية لا تعوَّض بالنسبة لاوروبا و الصين و روسيا و هنا لن تستفيد أمريكا من هذا الضغط ولن تتضرر الدولة المتعرضة لهذا الضغط بسبب أنَّها تمتلك الخيارات وليست مجبرة على إتباع أمريكا وحدها , فالمنتجات و الأموال و الخدمات و الصناعة الأمريكية لديها مايقابلها في الصين و اوروبا و روسيا و أمر تبديلها لن يستغرق أكثر من شهر واحد , و التاجر في أي دولة في العالم لا يعنيه أمر السياسة بقدر مايعنيه مايجني من أرباح في سوقه .

في الأخير نستنتج أن أمريكا في عهد ترامب فقدت جزءاً كبيراً من هيبتها و قدرتها على التأثير و الضغط السياسي و الإقتصادي كما كانت تفعل من قبل وهذا بسبب كسب عداء في كل جهة و في كل مكان و حتى مع حلفائها , و أظهرت الوجه الحقيقي اللئيم لها الذي كان مخفي تحت قناع الإنسانية طوال سنوات عديدة .

شاهد تصريحات ترامب ضد منظمة الأوبك




أترك لنا تعليقك حول الموضوع من هنا

أحصل على كل جديد مباشرة بالضغط على " متابعة "


إشترك في قناتنا على اليوتوب



  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: هل ترامب فعلا قادر على معاقبة أعضاء الأوبك ؟! Rating: 5 Reviewed By: AyoubVision
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html