الجميع يستطيع أن يلحظ بوضوح تصاعد وتيرة الإخفاقات في تسير قطاع الصحة خصوصاً منذ قدوم وزير الصحة الحالي مختار حسبلاوي و الذي أصبح مشهوراً عند الجزائريين بسبب طريق تعامله مع أزمة إنتشار وباء الكوليرا و أزمة إحتجاجات الأطباء المقيمين و آخر ما أثار ردود فعل غاضبة ضده هو تعامله مع آخر حادثة وهي وفاة الدكتورة عويسات عائشة بولاية ورقلة إثر لسعة عقرب , أين إستثار غضب سكان ورقلة , و تستمر السقطات المتتالية في هذا القطاع ختى أصبح مصدراً لخطر وليس لأمان .
لقد بدأت بوادر الإهمال و سوء التسيير خصوصاً في وقت الأزمات عندما قرَّر الأطباء المقيمين شن إضراب مفتوح إلى غاية تحقيق مطالبهم المشروعة , و بالرَّغم من إستمرار الإضراب لأيام و أيام و حدث ما حدث من مشادَّات بين الأمن و الأطباء المحتجين , لم يظهر لنا رأس وزير الصحة أثناء إندلاع الأزمة بل بقي متفرجاًّ غلى وقت متأخر وبعد أن طال الإضراب و الإحتجاج قرر الظهور أخيراً ظهوراً مُحتشماً عندما أقرَّ بوجوب الحوار و تهدئة القضية إلاَّ أنها لا تزال عالقةً إلى يومنا هذا بدون تطبيق لما جاء في التعاهدات مع ممثلي الأطباء المحتجين , ولحد الآن لم يُحل هذا المشكل ولا تزال الفوضى عالقة ولا يزال الأطباء المقيمون عالقون في مئة مشكل و كل هذا من دون تحرك واضح و صريح من وزير الصحة لحل المشكل من جذوره و هو إصلاح المنظومة الصحية و إعادة هيكلتها من جديد و وضع اسس حوار بناء جديدة للمضي قدماً بدل البقاء في الخلف.
و قد سبق و أن ظهر وباء البوحمرون في ولاية وادي سوف و ما جاورها من دون أن يكون هناك تدخل ميداني لحل الأزمة و قد إكتفى الوزير حسبلاوي آن ذاك ببعض التصريحات و نفى أن يكون قطاعه قد تقاعس أو قصَّر في حق مرضى البوحمرون و نفى أيضا اي شبهة وُجِّهَت نحو تلقيحات البوحمرون , و العديد من البلابل و القلائل التي شكَّلت فوضى في قضية تبدو صغيرة لكن معالي الوزير لم يحسن التعامل معها حتى بالكلام !!
وكما ذكرنا سابقاً فإنَّ الأحداث التي جلبت إهتمام الرأي العام المحلي و العالمي هذه المرة و التي جعلتنا نشير إليها بإهتمام و هي قضية الكوليرا التي أظهرت مدى هشاشة المنظمة الصحية في البلاد و أظهرت أيضاً مدى سوء تسيير الأزمات , أولاً تاخرت كثيراً المصالح المعنية عن إعلان ظهور وباء الكوليرا إلى أن تفاقم و لم تُعر الأمر الإهتمام الكافي سوى بالتصريحات من بعيد , و بعد مدة لا بأس بها من إعلان ظهور وباء الكوليرا قام الوزير بزيارة خفيفة لمستشفى بوفاريك لم تسمن و لم تغني عن جوع , إضافةً غلى سوء معاملة المرضى و إحتجازهم من دون رعاية صحية و إجتماعية و كأنهم في سجن لدرجة جعلهم يهربون من المستشفى في حادثة كارثية صدمتنا جميعاً , و الأغرب من ذلك هو أن الوزير عندما زار المستشفى وعد بأنه سيقضي على الوباء خلال ثلاث أيام و هو مانفته وزارة الصحة , هل رأيت يوما ما وزارة الصحة تنفي مايقوله وزيرها ؟!!
ولم يتوانى وزير الصحة مختار حسبلاوي من لوم المواطنين على النظافة العامة و نظافتهم الشخصية بينما لم يتطرق إلى الكوارث التي تعيشها المستشفيات يومياًّ على طول السنة , و لم يتطرق إلى الإكتظاظ الكبير في
المستشفيات و المشاكل التي لا حصر لها التي تزيد أمراضًا للمريض بدل أن تشفيه من مرضه .
وفي خرجته الأخيرة التي أثارت غضب سكان ولاية ورقلة و الجزائر عامَّةً أين صرَّح عقب وفاة الدكتورة عويسات عائشة بمستشفى ورقلة بعد إصابتها بلدغة عقرب أدخلتها في غيبوبة ثم تسببت في وفاتها , و تم تبرير ذلك من المصالح المعنية بأنها هي من جاءت في حالة متأخرة من إنتشار السُّم , و يأتي الوزير ليزيد الطين بلة بقوله أنَّ العقارب لاتهاجم إلاَّ من هاجمها في إشارة إلى أنَّ الدكتورة هي من هاجمت العقرب , وهذا دليل على عدم مسؤولية الوزير في إطلاق تصريحاته الشعبوية التي تمس قضايا المواطنين بشكل مباشر ولا يحترم مشاعرهم و هذا هو البند الأول من آليات تسيير الأزمات يجب أن تظهر أكبر قدر من الإحترام و التواضع و أن لا تهاجم الشعب إلاَّ بعد
أن تتأكد ألف بالمئة من أنَّك لست المسؤول أنت و قطاعك يا وزير .
0 Comentair:
Post a Comment