تسببت أمطار رعدية هطلت لمدة قصيرة أمس الأربعاء في إحداث سيول جارفة أدَّت إلى فيضان واد تبسة "وادي الناقص " الذي أغرق كل شيء داخل مدينة عاصمة الولاية و ماجاورها من بلديات و طرق رئيسية و فرعية , كما غمرت المياه مقرات مؤسسات خاصة و عمومية من بينها ثانويات سيتم إجراء إمتحانات البكالوريا فيها و العديد من المنازل و أكثر ماتعرَّض غلى خسائر كبيرة هي السيارات حيث دمَّرت الأمطار قرابة 70 سيارة تم عدها لحد الآن , و وفاة طفل في الخامسة من العمر بعد أن جرفته السيول و إصابة 18 شخص آخرين بجروح متفاوتة الخطورة بسبب ما جرفته السيول أو إنهيار بعض الحجارة و الجدران وهذا ماأكده والي ولاية تبسة عطاء الله مولاتي .
فيما حذَرت نشرية جوية خاصة ولاياة خنشلة و أم البواقي و سوق أهراس و بقية البلديات المجاورة لولاية تبسة خصوصا اصحاب السكنات الريفية من إمكانية خدوث فيضانات مماثلة في الايام المقبلة خصوصاً و أن الأمطار لا تزال تهطل على بُعد الأيام المقبلة .
ووصلت كمية الأمطار المتساقطة إلى 50 ملم , أين تمكنت هذه الكمية حسب المفتش العام لوزارة الموارد المائية سليمان زناقي من سد أكثر من 200 بالوعة على مستوى عاصمة الولاية وتضررت قنوات الصرف الصحي بفعل الضغط الكبير للسيول و المياه المتدفقة و كذلك تم تسجيل أضرار بالغة على شبكات توزيع المياه الشروب مما أدى لإنقطاع في التزود بالمياه وهو مايزيد من عزلة سكان مدينة تبسة .
وأكد مفتش وزارة الموارد المائية رفقة والي ولاية تبسة أنَّ المياه التي تعرَّض لها سكان مدينة تبسة فيها كميات كبيرة من الأمطار المتساقطة إضافةً إلى مياه وادي الناقص الذي يعد من أهم الأودية في المدينة , و تم تسجيل أيضا سيول جارفة كانت ناجمة عن تغير فجائي لمسرى الواد بسبب التهيئة غير المكتملة له بوسط و جنوب المدينة .
وفي ذات السياق قال والي ولاية تبسة أن مصالحه تسيطر على الوضع و يتم العمل حاليا على التكفل بالإنشغالات ومواجهة تداعيات تقلبات الطقس , و أشار إلى الإجراءات التنفيذية التي تم إتخاذ قرار إستعجالي فيها وهي المتعلقة بإعادة تهيئة و تأهيل و تنظيف البالوعات المجاورة لوادي الناقص وكذلك المتواجدة عبر إقليم مدينة تبسة من أجل تفادي أي فيضان محتمل آخر .
للذي يقرىء هذه القرارات و يعتقد أنها فعلا ستكون قرارات ذات بعد إستراتيجي و تجنب المدينة مثل هذه الكوارث مستقبلاً , أقول له نم نوما عميقاً فتبسة واجهة للتَّو نفس الإشكالية و بشكل سنوي و مستمر و ليكن في علمك عزيزي القارىء أنَّ هذا الفيضان هو الثاني من نوعه في ظرف ثلاثة أشهر فقط !!!!!
آخر فيضان كان يوم الخميس في 21 جوان 2018 و تسبب في خسائر كبيرة إستدعى من وزير الداخلية آن ذاك آرسل لجنة لتقييم الخسائر و هو نفسه ماقام به اليوم , لكن المشكلة الأساسية لم تحل فبالرغم من أن الدولة أعطت إهتماماً بالغاً بإعادة تهيئة و بناء مجاري الوديان لكي لا تحدث فيضانات كارثية منذ فيضان باب الواد الشهير الذي يجب أن يبقى عبرة لمن إعتبر , و رصدت الدولة مبالغ ضخمة لإنجاز مشاريع تهيئة الوديان و تأهيل مجاري الصرف الصحي و تنظيف البالوعات بشكل دوري خصوصاً مع إقتراب الأمطار الموسمية و فصل الشتاء لكن لا حياة لمن تنادي من المسؤول عن هذا الوضع لم نستطع أن نسير بالوعات فماذا نريد أن نفعل ؟! هل يجب أن يموت الآلاف حتى يتفطن المسؤول و يتدارك الوضع و يؤهل و ينظف و يبني .... ؟؟؟
0 Comentair:
Post a Comment