من هو البطل العربي بن مهيدي ؟ | ملخص لسيرة الشهيد البطل أحد رموز الثورة
محمد العربي بن مهيدي الشهيد الرمز
سيرةٌ بطولية لحكيم الثورة
يكون محمد العربي بن مهيدي أحد شهداء الثورة الذين أصبحو أبرز رمز من رموزها , بإبتسامته الساخرة وهو في طريقه إلى السِّجن للتعذيب وهو الذي لم ينطق ولو بكلمة بالرَّغم من تعذيبه أشدَّ عذاب , وبذلك بقي يُجسِّدُ روح الثورة في المقاومة و الإستبسال و الشجاعة و الإقدام , و لكن اليوم للأسف هناك الكثير الذي لا يعرف عنه سوى هذه الإبتسامة التي نراها تنتشر في الفايسبوك و التويتر , لكن سيرته البطولية يجهلها الكثير و من هذا المنبر سنقدم تلخيصاً تعريفياًّ بالشهيد الرَّمز العربي بن مهيدي حكيم الثورة .
ولد العربي بن مهيدي في سنة 1923 بدوار الكواهي ناحية عين مليلة التي تتبع الآن لولاية أم البواقي , ويكونُ الإبن الثاني في ترتيب الأسرة التي تتكون من ثلاث بنات وولدين , درس بالإبتدائية الفرنسية بمسقط رأسه و بعدها إنتقل إلى باتنة أين تحصل على الشهادة الإبتدائية ثمَّ أكمل دراسته ببسكرة بسبب تنقل عائلته إلى هناك , وبعدها إلتحق بمدرسة قسنطينة .
وإنضم إلى صفوف الكشافة الإسلامية في بسكرة ليصبح قائداً لفريق القتيان , وكان معروفاً عنه إلتزامه الديني و الوطني , كما كان له توجهاً أدبياًّ وبالتأكيد مثل الجميع في تلك الفترة يتأثرون بالأفلام الثورية , كما كان لاعب كرة قدم في فريق الإتحاد الرياضي الإسلامي لبسكرة الذي أُنشيء من قبل الحركة الوطنية .
ومع مرور الوقت ترسخت في ذهن العربي بن مهيدي فكرة محاربة و مقاومة الإستعمار , فإستخدم كل الأساليب الحديثة لخدمة الجزائر , و كان ملتزما أشد إلتزام بواجباته الدينية و مشهودٌ له بمواضبته على الصلاة و تلاوة القرآن مما أكسبه روحاً هادئةً مكنته من أن يكون قائداً ذا كاريزما و كلمة قوية .
في عام 1942 إنضمَّ لحزب الشعب ليوظف إهتمامه بالقضية الوطنية سياسياًّ , و كان له حراك سياسي كبير في تنظيم المظاهرات ففي 8 ماي 1945 كان من بين المُعتقلين ثم تم الإفراج عنه بعد التعذيب و الإستنطاق بمركز الشرطة لدى المستدمر الفرنسي , وفي سنة 1947 كان من الأوائل الذين إلتحقو بصفوف المنظمة الخاصة حيث مالبث أن اصبح من أبرز عناصر هذا التنظيم .
وفي سنة 1949 أصبح مسؤول الجناح العسكري بسطيف وفي نفس الوقت نائبا لرئيس أركان التنظيم السري على مستوى الشرق الجزائري الذي كان يتولاه يوم ذاك محمد بوضياف , وفي عام 1950 إرتقى إلى منصب مسؤول التنظيم بعد أن تم نقل محمد بوضياف للعاصمة .
و إثر أحداث مارس 1950 إختفى عن الأنظار و بعد حل المنظمة السرية تمَّ تعيينه كمسؤول الدائرة الحزبية بوهران إلى 1953 , و كان من بين عناصر اللجنة الثورية للوحدة و العمل في مارس 1954 , و إستمر في كفاحه إلى أن أصبح عضواً فعَّالاً في اللَّجنة الـ 22 الشهيرة التي خطَّطت لبناء الثورة التحريرية الكبرى .
وبعد أن تمَّ تفجير الثورة في جبال الأوراس , لعب دوراً كبيرا في التحضير القتالي وسعى إلى إقناع جميع الحركات السياسية آن ذاك بما فيها دعاة الإدماج إلى الإنضمام و التوحد تحت لواء جبهة التحرير الوطني و جيش التحرير الوطني , و من أبرز مقولاته التي عجَّلت بإنتشار الثورة " ألقو بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب " و هو ماكان فعلاً .
أصبح العربي بن مهيدي أول قائد للمنطقة الخامسة بوهران , و كان من أبرز من حضَّرو لإنعقاد مؤتمر الصومام التاريخي في 20 أوت 1956 , وعين بعدها عضواً في لجنة التنسيق و التنفيذ للثورة التحريرية وهو ماكان يطلق عليها إختصاراً " القيادة العليا للثورة ".
قاد العربي بن مهيدي معركة مدينة الجزائر بداية سنة 1956 , ولكن تم إعتقاله في سنة 1957 وعُذِّبَ تعذيباً لم يسبق له مثيل لدرجة سلخ وجهه بالكامل , لكنه لم يُمرِّر ولو كلمة مما جعل الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار يرفع له التحية الشرفية وقال " لو أنَّ لي ثُلَّةً من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم " , وفي سنة 2001 إعترف رسمياًّ الجنرال الفرنسي بول اوساريس لصحيفة لوموند أنَّهُ هو من قتل العربي بن مهيدي شنقاً بيده , وقالت حينها فرنسا بأنَّهُ قد إنتحر داخل السجن لكي تُقلِّلَ من عزيمة الثوار و تُحبط الشعب الجزائري , لكن هيهات الكل كان يعرف مكر فرنسا و يعرف العربي بن مهيدي , هذه هي حكاية البطل الشهيد .
0 Comentair:
Post a Comment