الخليج العربي يعانق الصهاينة | شاهد موجة التطبيع تعصف بالمشرق
دول مجلس التعاون الخليجي تعانق الصهاينة الواحدة تلوى الأخرى
موجة التطبيع العلني تعصف بالمشرق العربي
ماكُنَّا نعتقد أنَّهُ سيأتي في زمنٍ ما أصبحنا نراه اليوم , صحيحٌ أنَّنَا كُنَّا نعلم بأن حُكَّامنا يُغمِّسون أيديهم في الوحل الصهيوني أسفل الطاولة و في السِّر , لكنَّنا لم نكن نعلم أنَّ السقوط سيأتي بهذه السُّرعة الفائقة , إعلان التطبيع علنياًّ و إظاهره و التفاخر به و رفع العلم الصهيوني و عزف نشيده وإستقبال وفوده و مسؤوليه و تعدَّى الأمر إلى إستقبالهم في ثالث أكبر مسجد في العالم !! , اليوم نرى مالم نره من قبله دول الخليج العربي تتنافس و بشدَّة على التطبيع مع الصهاينة من يضع يده في الوحل أكثر من يكون صديقاً للصهاينة . و تراهم كلهم يقولون لك نفس الكلمة " من أجل خدمة الأمن و السلام في المنطقة " !! .
عجيبٌ أمر العرب هم يعلمون علم اليقين بأنَّ مصدر الإرهاب و عدم الإستقرار في الشرق الأوسط هو الكيان الصهيوني , ثمَّ ما دخل دول الخليج في قضية السلام فهي لا حدود لها أصلاً مع فلسطين , ولم يكن لها في أي يومٍ من الأيَّام أي دورٍ في الحروب العربية ضد الكيان الصهيوني لا من قريب و لا من بعيد , ولا حتَّى هي معنية بإتفاقيات تقسيم فلسطين و عزلها " كامب ديفد " , لكنها تريد أن تحشر أنفها بعناق الكيان الصهيوني .
يريدون أن يثبتو للعالم أنهم دول تسعى للسلام لكنهم لم يثبتو للعالم سوى أنهم جبناء و خونة و منافقين و هذا بشاهدة العدو قبل الصديق المغدور بهم , لماذا لا يخرجون كلهم علانيةً و يعلنون الدعم المطلق للكيان الصهيوني مباشرةً و يطالبون برحيل الفلسطنيين و يتركونا من خطاباتهم المنافقة التي صدَّعو بها رؤوسنا.
في بداية سنة 2018 إستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قائد المملكة الأردنية الهاشمية التي كانت يوماً ما ضمن صفوف الدول المعادية للكيان الصهيوني رئيس وزراء الإحتلال الصهيوني بن يمين نتنياهو في قصره و تباحثا في العديد من المسائل منها مسألة السلام طبعاً , و بعدها بأشهر قليلة إستقبل السلطان قابوس قائد سلطنة عمان نتنياهو إلى قصر البركة و حظي بمشاورات و إستقبال في المستوى و تشاورو في القضايا المشتركة و قضايا السلام .
فيما إستقبلت قطر وفداً رياضياًّ في المسابقة العالمية للجودو التي تقام في العاصمة الدوحة و تمَّ السماح برفع العلم الصهيوني , و سُمِحَ أيضاً بعزف النشيد الصهيوني عندما فاز أحد الرياضيين الصهاينة بالمدالية الذهبية و لقي ترحيباً و إشادةً كبيرة من نتنياهو .
كل هذا لم يكن سوى مقدمة فالكارثة الكبرى كانت في الإمارات العربية المتحدة التي هي الأخرى أسمعتنا أقوى الخطابات في دعم القضية الفلسطينية , هاهي تستقبل وفدا رياضياًّ و وفداً وزارياًّ رسمياًّ في منافسات رياضية تقام في أبو ضبي , فقد تمَّ إستقبال وزيرة الرياضة و الثقافة الصهيونية على أراضي الإمارات و لقيت أحسن ترحيب من المسؤولين على الرياضة و السياحة و حتى من المسؤولين في الشؤون الدينية , فقد سُمِحَ لها بزيارة داخل مسجد الشيخ زايد مؤسس الدولة , و صالت وجالت مع الكامرا و مع المسؤولين الإماراتيين و هم مبتسمين و سعداء بهذا و كأنه إنجاز , ولا يخفى أنه تم عزف نشيد الكيان الصهيوني عندما فاز أحد الرياضيين بالمرتبة الأولى و نال المدالية الذهبية , و علَّق نتنياهو على هذا " كلنا نفتخر بك لأنه بواسطتك عُزف نشيدنا لأول مرة في أراضي عربية " .
وفوق كل هذا يأتي تصريحٌ سابقٌ من وزير خارجية مملكة البحرين ليؤكد لنا المسار التي تتبعه دول مجلس التعاون الخليجي في منحاها نحو التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني , فقد إعترف بوجود مايسمى بدولة للكيان المُحتَل و طالب العرب بإقامة علاقات معها و البحث عن سُبُل السلام , هذا الكلام الذي قاله هذا الوزير يمثل التوجه الرسمي الحقيقي لدول المنطقة و ربما لدول كثيرة أخرى .
يذكر أنَّ الدول العربية إتَّحدت ذات يوم ضد الكيان الصهيوني و كان آخرها عندما منعت النفط و أعلنت المقاطعة التامَّة التي خرقها الرئيس المصري أنور السادات و الذي كان اول رئيس عربي مسلم يخون القضية الفلسطينية و زار الكيان الصهيوني و إعترف بدولته و أقام علاقات وطيدة و فتح في بلاده سفارة للكيان و أعلن عن التعاون المسترك لحل قضايا المنطقة , آن ذاك كل الدول العربية قاطعت القاهرة و تم نقل مقر جامعة الدول العربية من مصر إلى تونس و تم تعليق عضوية مصر في الجامعة العربية .
إلاَّ أنَّ هذا لم يستمر طويلاً فقد إعترفت كل من موريتانيا و الأردن بالصهاينة و اقامو علاقات رسمياً كُلِّلت بسفارة في كلى البلدين , و جاء الدور بعدها على دول الخليج العربي التي وافقت على إقامة علاقات تجارية و إقتصادية مع الكيان الصهيوني , فسارعت كل من دولة قطر و الإمارات العربية إلى ذلك و تمَّ إفتتاح مكاتب تجارية للكيان هناك , و كذلك المغرب التي تعترف ضمنياًّ بالكيان الصهيوني بحجة أن لديها عدداً من اليهود المغاربة و وافقت على تطبيع إقتصادي و سياحي مثل دول الخليج , وكذلك سارت تونس في نفس الإتجاه و بنفس الحجج و لا ننسى أن هناك جزيرة تونسية يحج لها اليهود من كل العالم , فيما جاءت هذه المرة عمان الوافد الجديد على المتسابقين إلى يد الصهاينة , و لتزيد المنافسة رفع العلم و النشيد في كل هذه البلدان " ماعدا عمان لم يرفع لا العلم ولا النشيد و كذلك أبو ضبي لم يرفع العلم " .
و يشير الكثير من المحللين السياسيين الصهاينة و العرب على حدٍّ سواء بوجود إمكانية إعلان علاقات غير مباشرة بين الكيان و المملكة العربية السعودية في مفاجئة القرن , وهو ما لمَّح له نتنياهو في العديد من المرَّات , ولا تزال لحد الآن سوريا و لبنان و ليبيا و السودان و العراق و الكويت و أكبر دولة عربية إسلامية الجزائر مقاطعة للكيان الصهيوني تمام المقاطعة في كل المجالات فهي تمنع منح التأشيرات للصهاينة و تمنع التعامل تجارياًّ معها و تمنع الرياضيين من المشاركة في التطبيع الرياضي الذي يبحث عنه الصهاينة كمدخل لبدأ العلاقات , لكن تبقى هناك وصمة عار على الرئيس بوتفليقة الذي قبل مصافحة إيهود باراك الذي كان في جنازة الملك المغربي الحسن الثاني و التي لن ينساها له الجزائريون مدى الدهر فلا تسامح مع من يضع يده معهم .
ينبغي منا أن نذكر هؤلاء الحكام بأنهم لو كانو فعلا يصدقون الصهاينة فليعلمو أنهم أكبر خائني العهود عبر التاريخ , و إن كانو خائفين على مناصبهم فليعلمو أنهم مجرد دمية في يدهم يوما ما سترميهم ليحل غيرهم , و إن كانو يتقاضون أموالهم فليعلمو بأن الفساد عقوبته هي الجحيم , و إن كانو خونة فليعلمو أنَّ الخائن سيرميه التاريخ و الأجيال في مزبلة و لن يُذكَرَ إلاَّ بسوءٍ , على الأقل كونو مثل صدام حسين أو القذافي أو جمال عبد الناصر أو بومدين أو الشيخ زايد أو الملك فيصل آل سعود , فبالرغم من قلة حيلتهم إلاَّ أن موقفهم البسيط ضد الكيان الصهيوني كان ولا يزال له أثر إلى يومنا هذا .
شاهد بالصوت و الصورة التطبيع العلني لدول الخليج العربي
0 Comentair:
Post a Comment