970x90 شفرة ادسنس

ملك المغرب يطالب بفتح حوار مباشر مع الجزائر لفتح الحدود و تطبيع العلاقات


الملك محمد السادس يطالب بحوار مباشر مع الجزائر

أقرَّ بإستعداد المغرب لفتح الحدود و تطبيع العلاقات


بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء الثالثة و الأربعين ألقى الملك المغربي محمد السادس خطاباً لشعبه وجه فيه كلمته هذه المرة خصيصاً للوضع الحالي للمغرب العربي , و أشار بوضوح وبشكل مباشر إلى مشكلة العلاقات الجزائرية المغربية التي تشهد جموداً كبيراً منذ زمن بعيد , ناهيك عن الحدود المغلقة و العديد من التجاذبات السياسية بين البلدين التي تحدث من حين لآخر , و التي تؤثر بلا شك على إقتصاد البلدين و إقتصاد المغرب خاصَّةً , و يعتبر هذا الخطاب الأكثر صراحةً من حيث التعبير و الإشارة المباشرة لموضع المشكلة " العلاقات مع الجزائر " , و إستطول في الحديث عن العلاقات التاريخية و المصير المشترك بين البلدين و كل مايجمعهما و أكَّد في خطابه على أنَّ بلده مستعد و منفتح أمام علاقات جديدة مع الجزائر تطوى فيها الخلافات الظرفية .

وقد إفتتح خطابه الذي دام قرابة الأربعة عشر دقيقة بذكر المجهودات التي قامت بها السياسة الخارجية المغربية من أجل تحسين العلاقات المغربية مع دول الجوار قائلاً "
لقد إعتمدنا على مقاربة ناجعة في التعامل مع القضايا الكبر للبلاد ترتكز على العمل الجاد و روح المسؤولية داخلياًّ و خارجيًّا و على الوضوح و الطموح كمبادىء لسياستنا الخارجية , وقد كان عملنا ولا يزال مبنياًّ على هذه المبادىء مع الجميع و خاصة الإخوة و الأصدقاء و الجيران في المواقف و ردود الأفعال ".

ثمَّ تطرَّق إلى صلب الموضوع الذي يستهدف به الجزائر و المغرب و المغرب الكبير ككل بقوله "
.... ومن هذا المنطلق أودُّ الوقوف على التفرقة و الإنشقاق داخل الفضاء المغاربي الذي يُناقض بشكل غير معقول كل مايجمع شعوبنا من أواصر الأخوة و الدين و اللغة و المصير المشترك , فهذا الواقع لا يتماشى مع الطموح الذي كان يحفز جيل الإستقلال لتحقيق الوحدة المغاربية , و الذي جسده مؤتمر طنجة في سنة 1958 " , و إستمر في ذكر مساهمات المملكة المغربية في دعم الثورة الجزائرية و ذكَّر ايضاً بالروابط العائلية التي تربط الكثير من العائلات الجزائرية و المغربية , و ذكَّر ايضاً بمصالح الشعوب التي تكمن في الوحدة و التكامل و الإندماج دون الحاجة إلى وسيط كطرف ثالث بين الجزائر و المغرب .

و إسترسل في الخطاب ليتطرق إلى الأوضاع الواقعية للعلاقات التي وصفها " بغير الطبيعية و غير المقبولة " و أكَّد بعدها أنه مستعد للحوار المباشر و الصريح مع الجزائر الشقيقة من أجل تجاوز الخلافات الظرفية و الموضوعية التي تعيق تقدُّم العلاقات بين البلدين , و قال "
.... و لهذا أقترح على أشقائنا في الجزائر إستحداث آلية سياسية مشتركة للحوار و التشاور ليتم الإتفاق على مستوى التمثيلية بها و شكلها و طبيعتها " و أكَّد أن المغرب منفتحٌ على جميع الإقتراحات و المبادرات السياسية الجزائرية من أجل تجاوز حالة الجمود التي تشهدها العلاقات بين البلدين الشقيقين .

و تُعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتوجه بها الملك المغربي محمد السادس بخطاب صريح مباشر يطالب فيه بإعادة طرح آليات تطبيع العلاقات و فتح الحدود وطي الخلاف , و ما يُنتظَر من الجزائر هو الرَّد على هذا الخطاب , لكن مالم يظهر للعيان هو أنَّ الجزائر وضعت شروطاً واضحة لإعادة تطبيع العلاقات مع المغرب و هي تتمثل في النقاط التالية :

- إيقاف الخطاب العدواني الرسمي الذي يتلفظ به من حين لآخر مسؤولون و قادة أحزاب في المغرب .
- إظهار النية الحقيقية في محاربة تهريب المخدرات .
- القبول بالموقف المبدئي للجزائر فيما يخص دعم و مساندة الصحراء الغربية .

و أوَّل شيء يمكن طرحه في ما يخص هذا الخطاب هو توقيته , و لا ننسى أنَّ ملك المغرب الذي ملىء الخطاب بعبارات الأخوة تأخَّر ثلاثة أيَّام كاملة في إعلان تعازيه لشهداء الطائرة العسكرية , و هذا يعني أنه هناك بالضرورة نقاط جعلت من ملك المغرب يتخذ هذا الإتجاه , و من ابرزها الضغوطات الإقتصادية و الإجتماعية التي يعاني منها المغرب جراء غلق الحدود , وما يزيد حاجة المغرب لفتح الحدود أكثر هو ما قامت به الجزائر مؤخراً من فتحها لمعبر مروري بري مع موريتانيا و إنطلاقها في مشاريع للتصدير البري , و هو ما يضيق الخناق أكثر على الممرات المغربية , بحيث تكون الممرات البرية الجزائرية للتصدير الأقل تكلفة , إضافةً إلى إمكانية إلتماس ملك المغرب لمنافسة جزائرية تجارية على أسواق غرب إفريقيا والتي هي من ضمن أهداف التجارة المغربية .

ولا ننسى أيضاً أن المغرب تضيع عليه الكثير من الفرص الإقتصادية و السياحية بحيث أنَّ الحدود المغلقة تحد من تدفق السياح الجزائريين إلى المغرب , و التعاملات التجارية الحدودية التي من الممكن أن تنشط الريف المغربي و تنميه و كذلك المناطق الحدودية المغربية , و يمكن الإستشهاد بالحراك الشعبي في الريف المغربي في الايام الماضية بسبب الأوضاع الإجتماعية .

كما أنَّ مشاكل التهريب الجارية تعد من أحد أهم المصاعب التي تحول دون فتح الحدود أمام المغرب لأن الجزائر ترى أن الجهات الرسمية في المغرب تدعم هذا النوع بشكل أو بآخر , و خصوصاً فيما يتعلق بتهريب المخدرات , و أمر آخر يمكننا ذكره و هو النفوذ اليهودي الكبير في المملكة بحيث أن الملك عين يهودي مستشارً من مستشاريه , و تخشى الجزائر من هذا النفوذ الكبير لليهود لدى المغرب , و هو نفس الشيء لدى تونس .

لكننا نحلم دائما بأن يأتي اليوم الذي تعود فيه العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها و تتوحد دول المغرب العربي , لكن ماذا عن القضية الصحراوية ؟؟ هل تتنازل عنها الجزائر ؟؟ بالتأكيد مستحيل لم يسبق للجزائرو أن تنازلت عن القضايا السياسية النابعة من مبادئها , و لا تزال تسعى لتحقيق تقرير المصير للشعب الصحراوي وفق ماتقتضيه لوائح و قوانين الأمم المتحدة و خصوصاً تلك المتعلقة بتصفية الإستعمار .

و مما يبدو فإن ما وجهه الملك المغربي هو مجرد كلام يبحث عن مشاعر , فالخطوات الحقيقية كانت ملتمسة من الطرف الجزائري و يمكنك مشاهدة ذلك من خلال الأقمار الصناعية أو من خرائط غوغل وا لتي ترى فيها أنَّ الطريق السيار شرق غرب السريع الذي يربط الجزائر من الحدود التونسية إلى غاية الحدود المغربية يتوقف عند الحدود دون أن نجد أي مشروع مشابه مقابل من الطرف المغربي لإكمال الطريق على الأقل كمبادرة نية حسنة .

شاهد الخطاب الذي ألقاه الملك المغربي





أترك لنا تعليقك حول الموضوع من هنا

أحصل على كل جديد مباشرة بالضغط على " متابعة "


إشترك في قناتنا على اليوتوب من هنا



  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: ملك المغرب يطالب بفتح حوار مباشر مع الجزائر لفتح الحدود و تطبيع العلاقات Rating: 5 Reviewed By: AyoubVision
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html