عمليات إنقاذ العياشي | تظافُر شعب و تجاهُل دولة !!
هبَّة شعبية تضامنية قوية لإنقاذ العياشي تستمر لليوم الرَّابع
في ظل الإمكانيات البدائية للحماية المدنية
تشهد بلدية أم الشمل بولاية المسيلة في شرق وسط الجزائر إحدى أقوى الملاحم الشعبية التي يظهر فيها المعدن الأصيل للجزائريين في تقدمهم من دون تردُّد أو تفكير بمد يد المساعدة من أجل إنقاذ الأخ العياشي الذي سقط و علق في بئر يبلغ قطر أنبوبه بضعة سنتمترات , فيما شوهد غياب تام للحملات الإعلامية و الحكومية كما هو معتاد في حادثة " ترميم تمثال عين الفوارة " , و ماتدخَّلت به الأجهزة الحكومية لا يعني شيئاً فكل الملاحظين يشاهدون رجال الحماية المدنية بالرَّغم من شجاعتهم و إقدامهم وسهرهم لأربع أيَّام متتالية إلاَّ أنهم عاجزون عجزاً تاماًّ عن فعل أي شيء مفيد , فهم لا يمتلكون سوى إمكانيات جد بدائية لا تغني و لا تسمن من جوع , بينما تُحسب هذه العمليات بالرغم من عدم نجاحها لحد الآن لصالح الخواص الذين تبرعو من كل حدبٍ و صوب بآلياتهم و جرافاتهم و حفاراتهم و جهودهم ومعارفهم الخاصَّة .
أمَّا فيما يتعلق بقضية حياة العياشي فهي لا تزال غامضة لحد الآن بالرغم من أنه تواصل صوتياًّ معهم و صرخ في العديد من المرات و تم سماع أنينه و تبقى المسافة مجهولة لحد الآن, و يتمنى الجميع أن يتم إنقاذه و إخراجه حياًّ و بما أنَّ الإعلام غائب تماماً عن القضية العشبية هذه فإنَّ الإشاعات و الأكاذيب تظهر من كل مكان , و لا ننسى أيضاً الأبواق التي تظل تتبجَّح بدافعها عن الشعب من خارج الوطن هاهي صامتة الآن , وهو الفرق الكافي الذي يفصل بين المتطفلين و الشعب .
يذكر أنَّ أخونا العياشي سقط في بئر عمقه أربعين متراً تقريباً منذ حوالي أربع أيام , و كانت التوقعات تجري على أنه عالق في مستوى 24 متر - 30 متر , وبما أنَّ الآليات المستخدمة غير متخصصة لحالات الإنقاذ هذه و بدائية و بطيئة فإنَّ عمليات الحفر و التوسعة طالت كثيراً , و لا تزال أجهزة الحماية غير قادرة على القيام بأي شيء مفيد لحد الآن لغياب الإمكانيات طبعاً .
و تتواصل عمليات الإنقاذ بدعم شعبي لا نظير له لمدة 90 ساعة لحد الآن و قد جمع المواطنون 15 مليوناً لتزويد الآليات بالوقود يما يتكفل هو ايضاً بتغطية إعلامية شعبية بالهواتف و الأدوات المتوفرة , و تتكفل الأهالي بتقديم الدعم اللوجيستي الهام جداً لإستمرارية العملية من أكل و شرب و مبيت , و يذكر أن الخواص المشاركين بجرافاتهم و عتادهم جاؤو من ولايات عديدة منها ولاية واد سوف و بسكرة و باتنة .
المشكلة التي طرأت على المشاركين في عمليات الإنقاذ هي الكميات الكبيرة المتسارعة للمياه و هذا مايتطلب توقيف عملية الحفر من حين لآخر من أجل شفط المياه حتى لا تؤثر على الأنبوب الذي يعلق فيه صديقنا العياشي لحد الآن .
الغريب في الأمر أن السلطات الولائية غائبة تماماً ففي الوقت الذي يتكاتف فيه أفراد الشعب كان والي المسيلة في بوسعادة و لم يقم بالإجراءات المطلوبة إطلاقاً وكأنه غير معني بالأمر , مثله مثل كل الهيئات الحكومية و الإعلامية الصامتة صمتاً تاماً عن الموضوع , لأنه في الحقيقة يُعرِّي حقيقة المسؤولين و قدرتهم في تقديم يد المساعدة للشعب , ولا ننسى الأهم و هو الجهاز صاحب الإختصاص " الحماية المدنية " الذي يبقى ليومنا هذا بوسائل جد بدائية لا ندري في ماذا ستفيد ؟!! .
0 Comentair:
Post a Comment