الأوراق النقدية تستعيد عمقها التاريخي
صور الأمير عبد القادر و يوغرطة و آلكوم سات ستكون حاضرة
جاء في العدد 73 من الجريدة الرسمية النظام الصادر عن البنك المركزي رقم 18 المؤرخ في 26 صفر 1440 الموافق لـ 4 نوفمبر سنة 2018 و الموقع من طرف محافظ بنك الجزائر محمد لوكال , بأنَّهُ سيتم إصدار قطعة نقدية جديدة من فئة 100 دينار وورقتين نقديتين جديدتين من فئتي 500 دينار و 1000 دينار , و ستحمل رموزاً وطنية مهمة كصور لرمز المقاومة الأمير عبد القادر و المقاوم الأمازيغي يوغرطة و القمر الصناعي الجزائري آلكوم سات 1 و جامع الجزائر الأعظم , أما عن الخط سيكون باللُّغة الوطنية .
يأتي هذا كإسهام قوي من بنك الجزائر في حل مشكلة الهوية الوطنية و الحفاظ على متانة الدولة الجزائرية , و ذلك بإبراز عمقها التاريخي الأمازيغي و الإسلامي و الحضاري , بحيث يجسد العمق التاريخي الأمازيغي في شخصية القائد النوميدي البطل يوغرطة الذي قاوم و حارب الإستعمار الروماني و يجس العمق التاريخي الإسلامي في شخصية الأمير عبد القادر الذي يعتبر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة و رمز من رموز المقاومة ضد الإستعمار الفرنسي , و يجسد البعد الحضاري العلمي في رمز القمر الصناعي الجزائري الحديث آلكوم سات 1 الذي تم إنشاءه بأيادي جزائرية من قبل الوكالة الوطنية للفضاء , و يجسد البعد الحضاري الإسلامي في رمز جامع الجزائر الأعظم الذي سيكون بلا شك أقوى معلم و أكثره تأثيراً في المستقبل القريب إن شاء الله .
و عن تفاصيل الأوراق النقدية و النقود المعدنية الجديدة , جاء في النظام الصادر عن البنك المركزي رقم 18-04 المؤرخ في 26 صفر 1440 الموافق لـ 4 نوفمبر 2018 إنشاء ورقة نقدية بقيمة 500 دينار جزائري ومميزاتها العامة و مقاييسها , حيث ستتمحور حول موضوع الجزائر في عصر تكنولوجيات الإعلام و الإتصال و ستحمل صور الأمير عبد القادر و يوغرطة بالهولوغرام من نوع " ليد LED " عرضه 13ملم على الجانب الأيسر لوجه الورقة النقدية , وستحمل العلامة المائية للورقة " الشريط العمودي الموجود في الجانب الأيسر و بالجانب الأيمن لظهر الورقة " صور الأمير عبد القادر , أمَّا عن اللون فستكون بلون أخضر يميل إلى البنفسجي, وتتضمن صورة للقمر الصناعي الجزائري آلكوم سات -1 في وجهها الأمامي وصورة لركائز الإتصال في ظهرها , فيما تتشكل الخلفية الأمنية لها من أشكال هندسية وبصمات مصغرة و اشكال وفقا لعلم المسكوكات التخطيطي , و ستحمل أيضاً تاريخ أول نوفمبر من سنة 2018 " رمزياًّ .
و ينص النظام 18-05 المؤرخ في 26 صفر 1440 الموافق لـ 4 نوفمبر 2018 على إصدار الورقة النقدية بقيمة 500 دينار جزائري و الشروع في تداولها إبتداءاً من تاريخ المصادقة عليه , و ذلك بمصاحبة الأوراق النقدية المتداولة حالياًّ .
و سيتم بموجب النظام رقم 18-07 المؤرخ في 26 صفر 1440 الموافق لـ 4 نوفمبر 2018 إنشاء ورقة نقدية بقيمة 1000 دينار جزائري , سيتم تداولها بمصاحبة الأوراق النقدية المتداولة حالياًّ , و يتمحور موضوع هذه الورقة حول الثقافة و التقاليد و العصرنة , حيث ستحمل صورة لجامع الجزائر الأعظم في وجهها الأمامي و صور لحرف تقليدية في وجهها الخلفي , أمَّا العلامة المائية ستحمل صورة للأمير عبد القادر و يوغرطة , وستكون الورقة باللَّون الأزرق يميل إلى البرتقالي .
و بموجب النظام رقم 18-06 المؤرخ في 26 صفر 1440 الموافق لـ 4 نوفمبر 2018 سيتم إنشاء قطعة نقدية معدنية بقيمة 100 دينار جزائري من صنف ثنائي المعدن , حيث ستتشكل من طوق خارجي فولاذي غير قابل للتأكسد لونه رمادي فولاذي , و من قلب نحاسي نيكلي مُرصَّع داخل هذا الطوق من لون أصفر وردي , وستحمل القطعة الجديدة صور للقمر الصناعي الجزائري آلكوم سات -1 يُحلِّق فوق الكرة الأرضية في وجهها الأمامي و الرَّقم 100 في ظهرها , أين تظهر في الكرة الأرضية قارة إفريقيا و الجزائر بتضاريسها الناتئة بشكل أساسي و تظهر كذلك أجزاء من أوروبا و آسيا و بدرجة أقل أمريكا .
أما بخصوص الشارع الجزائري الذي كان يُمنِّي النَّفس في التخلص من رسومات الحيوانات التي لا تمُتُّ بصلة مباشرة بالزخم الحضاري و التاريخي الضخم للجزائر , بالرغم من أنَّ الأوراق النقدية السابقة هي كذلك تحمل رموزاً تاريخية و إسلامية و عربية و حتَّى أمازيغية لكن ليس بالشكل المطلوب و يتم التركيز فيها على أشكال و صور الحيوانات بشكل لافت للنظر , خصوصاً القطع النقدية المعدنية , و يتفق الرأي العام الجزائري على ضرورة إدراج رموزنا التاريخية المؤثرة في المسار الكبير للجزائر و إبراز بُعدنا التاريخي الإسلامي و الأمازيغي و الحضاري في أشكال و صور تعبر بشكل مباشر عنها .
ويبدو أن البنك المركزي الجزائري قد إستوجب إلى التطلعات العامَّة و في نفس الوقت يهدف من وراء تغيير تصاميم العملة النقدية من فئات 100دج و 500دج و 1000دج و هي الفئات الأكثر تداولاً في السوق إلى إمتصاص الفائد الكبير من النقود التي تم طباعتها و كذلك إمتصاص الكتلة النقدية الضخمة التي تسير في النظام غير الرسمي " السوق السوداء ", و بالتالي إن نجح في هذه العملية سيكون قد ضرب عصفورين بحجر واحد , ولا ننسى أيضاً أهمية الحفاظ على ثقة المستثمر الأجنبي في العملة النقدية الجديدة وذلك من خلال ضمان توفر السيولة وعدم حدوث الهلع المالي و المهم من كل هذا وهو المواصفات الأمنية للورقة النقدية و القطع المعدنية.
وبما أنَّ الكثير من الجزائريين لا يولون إهتماماً بالرُّسومات و الرموز الموجودة في العملات و النقود الحاليَّة و سنقوم بشرح عام عنها هنا .
*1* القطعة النقدية المعدنية من فئة 5 دج :
تم إصدارها في سنة 1972 و تحمل صور تعبر عن التنقيب عن الغاز و البترول و الزراعة , و هي تدل على تأميم المحروقات و قيام الثورة الزراعية , أما الثانية فقد تم إصدارها سنة 2005 و تحمل صور الفيل و على الأغلب هي لا تشير لأي شيء له علاقة بالجزائر و دلالتها و رمزيتها ضعيفة جداً لتعلقها بالحيوان .
*2* القطعة النقدية المعدنية من فئة 10 دج :
الأولى تم إصدارها في 1979 و هي ترمز بزخرفاتها و لونها الذهبي إلى العصر الذهبي الإسلامي , و أمَّا الثانية تم إصدارها في سنة 1992 و تحمل لونها الفضي , لكن صورة النسر فيها لا تعني أي شيء في الجزائر حتى و إن كانت قد تقصد الثروة الحيوانية التي تزخر بها الجزائر فالنسر ليس متواجد بكثرة لدرجة تعيينه كرمز .
*3* القطعة النقدية المعدنية من فئة 20 دج :
تمَّ إصدارها في 1992 , و تحمل صورة الأسد ولا ترمز و أو تعني أي شيء يتعلق بالجزائر .
*4* القطعة النقدية المعدنية من فئة 50 دج :
تم إصدارها في سنة 1992 , و تحمل صور الغزال البري , يمكن القول أنها تشير على الأغلب غلى الثروة الحيوانية التي تمتلكها الجزائر في الجنوب الكبير خصوصاً في المحميات الطبيعية , لكنها لاترمز للجزائر .
*5* القطعة النقدية المعدنية من فئة 100 دج :
تم إصدارها في سنة 1993 , وتحمل صور الحصان و يمكن القول أنها لا تعني الجزائر هي الأخرى .
*6* القطعة النقدية المعدنية من فئة 200 دج " الجديدة " :
تم إصدارها حديثاً في 2012 و تحمل رمزية قوية للجزائر , موضوعها العام الجزائر ما بعد الإستقلال , حيث تدل الوجوه الشابة على الجيل الجديد جيل الإستقلال و الشباب , و يرمز مقام الشهيد للمعلم الوطني و الشهداء و العمارات ترمز لثورة الإنشاءات الكبرى و الميترو و الترامواي و اللاقط يرمز إلى المواصلات و الإتصالات و العلم الجزائري إضافة لعيد الجزائر , و هي ترمز لعيد الإستقلال في ذكراه الخمسين .
*7* الورقة النقدية من فئة 200 دج " الجديدة " :
تم إصدارها حديثا هي الأخرى في سنة 2012 , و تحمل جملة من الرموز و الدلالات الكبيرة عن البعد الإسلامي و الحضاري و الثقافي للجزائر , أين يظهر مجلس لتعليم القرآن في وجهها و يظهر المسجد الكبير في ظهرها متبوعين بزخاريف إسلامية مغاربية تميزت بها الجزائر , إضافةً لغصن الزيتون .
*8* الورقة النقدية من فئة 500 دج " الحالية " :
تم إصدارها في سنة 1992 , و تحمل دلالات و رموز تاريخية عميقة قوية هي الأخرى , حيث يتمحور موضوعها عن الحقبة الأمازيغية في الجزائر , أين ترمز في وجهها مجموعة الفيلة التي تحمل مقاتلين نوميديين و مقاتلين مشاة من العدو إلى الحروب الأمازيغية ضد التواجد الروماني و الحروب البونيقية و الحروب التوسعية النوميدية , مرفوقة بنقوش و زخاريف ترمز للأمازيغ , و تحمل على ظهرها رموزاً تتعلق بجبال جرجرة و الحلي الأمازيغية و قبر ماسينيسا مؤسس المملكة النوميدية الأمازيغية .
*9* الورقة النقدية من فئة 1000 دج " الحالية " :
وتم إصدارها في سنة 1998 , و هي التي تتعرض بشدة إلى الإنتقادات حيث تحمل في وجهها صورة كبيرة لثور لا يوجد إطلاقاً في الجزائر حيث يتواجد هذا النوع بكثرة في القطب الشمالي , بينما ترمز بقية الصور غلى الآثار الموجودة في طاسيلي و هي تعبر عن العمق التاريخي البعيد للجزائر , أما في ظهر الورقة فهي تحمل ذات الدلالات مع صور لصخور تتميز بها الصحراء الجزائرية الكبرى , و بالرغم من أنَّ أغلب العلامات لها علاقة مباشرة بالجزائر إلاَّ أنها لا تصل لدرجة الأولوية لوضعها كرموز في الأوراق النقدية الوطنية .
*10* الورقة النقدية من فئة 2000 دج :
تم إصدارها حديثاً سنة 2012 , و تحمل رموزاً ذات بعد حضاري حديث للجزائر , أين تحمل صورة للمخابر و المدرجات الجامعية مع قمر صناعي و الحمض النووي و علامات تدل على التعليم العالي و البحث العلمي و التطور التكنولوجي على وجه الورقة , أما على ظهرها فتحمل علامات الإزدهار فيما يخص العمران و السدود و التنمية الريفية و الفلاحة .
شاهد آراء الخبراء في النظام الصادر عن البنك المركزي
وتم إصدارها في سنة 1998 , و هي التي تتعرض بشدة إلى الإنتقادات حيث تحمل في وجهها صورة كبيرة لثور لا يوجد إطلاقاً في الجزائر حيث يتواجد هذا النوع بكثرة في القطب الشمالي , بينما ترمز بقية الصور غلى الآثار الموجودة في طاسيلي و هي تعبر عن العمق التاريخي البعيد للجزائر , أما في ظهر الورقة فهي تحمل ذات الدلالات مع صور لصخور تتميز بها الصحراء الجزائرية الكبرى , و بالرغم من أنَّ أغلب العلامات لها علاقة مباشرة بالجزائر إلاَّ أنها لا تصل لدرجة الأولوية لوضعها كرموز في الأوراق النقدية الوطنية .
0 Comentair:
Post a Comment