هل تكون الجزائر مهداً للبشرية ؟! | الإكتشاف العلمي الجديد ينهي جدل الأصول الأولى للجزائريين
الجزائر مهدُ البشرية
هل تنتهي خرافات الأصول الفينيقية للجزائريين !!
إكتشف فريق باحثين أثريين في مجال الأركيولوجيا مكون من جزائريين و إثيوبيين و أستراليين و إسبان و فرنسيين مجموعة من الأدوات الحجرية المصقولة تعود إلى 2.4 مليون سنة في الجزائر و بالتحديد ولاية سطيف في موقعي عين الحنش و عين بوشريط , و هو الإكتشاف الذي قد يجعل الجزائر مهداً للبشرية إلى جانب إفريقيا الشرقية التي كانت تحمل هذا اللَّقب , و قد تمَّ نشر نتائج الدراسة في مجلة " ساينس " العلمية و هو مايعيد الجدل حول الأرض التي حملت أول إنسان في العالم من جهة , و نسفت أصحاب نظرية الأصول الفينيقيَّة للجزائريين من جهة أخرى .
ويعتبر العلماء منذ عقود أنَّ شرق إفريقيا هو المهد الوحيد للبشرية حيث كان قد عُثِرَ على أدوات مماثلة تماماً في إثيوبيا تعود إلى 2.6 مليون سنة , لكن الإكتشافات التي وقعت بالجزائر حالياً أدَّت إلى إعادة التفكير من جديد في فرضيات جديدة حول الأرض الأولى التي حملت الإنسان , فإكتشافات ولاية سطيف مثلاً دليل واضح على أنَّ منطقة شمال إفريقيا كانت هي الأخرى تعجُّ بالإنسان القديم هناك , حيث تمَ العثور على طبقتين زمنيتين إحتوت بقايا عضام لأسلاف التماسيح و الفيلة تمَّ جزرها و أدوات حجرية أخرى تمَّ نحتها .
كانت الطبقة الأولى في عين بوشريط في سطيف و التي يعود تاريخ محتواها الأثري إلى 1.9 مليون سنة بينما ماتم إكتشافه في الطبقة الثانية بعين الحنش بسطيف يعود لـ 2.4 مليون سنة , و يوجد إكتشافات أخرى في الصحراء الكبرى تعود لـ 1.8 مليون سنة , و هو مايدل على أنَّ المنطقة كانت فعلاً مركزاً بشرياً قديما بإمتياز .
و يطرح الباحثون فرضيات جديدة مهمة بعد هذا الإكتشاف و هي الإنتقال السريع لتقنية إستعمال هذه الأدوات من شرق إفريقيا إلى شمال إفريقيا , و يطرح باحثون آخرون فرضية ثانية تقوم على المصادر المتعددة للإنسان القديم ولتقنيات صنع الأدوات الحجرية في كل من شمال إفريقيا و شمالها , وأوضح عالم الآثار الجزائري محمد سحنوني الذي قاد فريق البحث أنَّ موقع عين الحنش يعد ثاني أقدم موقع في العالم بعد كونا في إثيوبيا الذي يعود لـ 2.6 مليون سنة مايجعله مهداً للبشرية .
أماَّ بخصوص البقايا البشرية فلم يقع الباحثون على أي نوعٍ منها لذلك لم يتسنَّى لهم معرفة السلالة التي عاشت في ذلك الوقت بين سلالات الإنسان القديم الفريبة أو أي سلف للإنسان العاقل " أُوموسابيان " , و يأمل البروفيسور الجزائري محم سحنوني أن يساهم هذا الإكتشاف في تقدم المجال الأركيولوجي في البلاد , كما أوضح العلماء الباحثون أنَّه من الواجب أن تُفتَح الأعيُن على الصحراء , لأجل تأكيد الفرضيات أو تفنيدها حول الموقع الذي إحتضن أوَّل تواجد بشري في العالم .
تأتي هذه الإكتشافات في الوقت الذي يدَّعي فيه البعض من الشيوخ و عديمي المعرفة بأنَّ أصل الجزائريين آتٍ من الجزيرة العربية أو من المشرق العربي , و أنَّ كُلَّ شيء أتانا من المشرق و خصوصاً ما راج من مقالات تكتبها شخصيات لا علاقة لها بعلم التاريخ في السنوات الأخيرة تقول بأنَّ أصول الجزائريين الأولى هي فينيقية , و ذلك من أجل دحر الثقافة الأمازيغية و جعلها مجرد إمتداد لحضارات و ثقافات سابقة ماحين بذلك أي إحتمال أو فرضية لتطور سُكَّان محليين في الجزائر منذُ القِدم .
ولا شكَّأنَّ أهم ما قد تُثبته هذه الإكتشافات الجديدة هو أنَ للجزائر و منطقة شمال إفريقيا سُكَّان أصليين قبل الإحتلال الفينيقي , و بما أنَّ إنتشار الأمازيغ في كل من تونس و الجزائر شرقا و غربا شمالا و جنوبا و المغرب و الصحراء الغربية و موريتانيا و مالي و ليبيا و النيجر و أجواء من شرق مصر قد يؤكِّد بأنَّ للشعوب الجزائرية وجودٌ في عُمق التاريخ السحيق , و الدولة التي لها آثار وجود منذ ذلك الزمن هي دولة أصيلة ولا يمكن التحايل على شعوبها بأنها تابعة لدول أخرى حتى يسهل إحتلالها و الإستحواذ عليها مرة أخرى مثلما حاولت أن تفعل فرنسا خلال 132 سنة و حاول قبلها الكثير من المُحتلِّين .
شاهد الإكتشافات الأثرية الجديدة في الجزائر
أترك لنا تعليقك حول الموضوع من هنا
أحصل على كل جديد مباشرة من موقعنا بالضغط على " متابعة "
0 Comentair:
Post a Comment