الشارع الجزائري مهدد بالإنفجار بسبب العهدة الخامسة
الشارع الجزائري في طريقه إلى الإنفجار
الإستقرار الإجتماعي مهدد بسبب العهدة الخامسة
إنطلقت أمس أول شرارات العصيان المدني بخروج المئات في مسيرة سلمية بمدينة خرَّاطة و التي نادى فيها المتظاهرون بتنحية الرئيس المريض عبد العزيز بوتفليقة و ذلك بعد أن ترشَّح رسمياً لعهدة رئاسية خامسة و هو الأمر الذي أطلق سيلاً جارفاً من الغضب و الإحتقان الشعبي و هذا الغليان لا يبدو أنه سيمر مرور الكرام هذه المرة مثلما حدث في العهدة الرابعة و الثالثة , لأنَّ هذه المرة هناك أدوات و مُسبِّبات تدفع بالشباب الجزائري للسير في غضب ضد العهدة الخامسة و هو ماقد يهدد السلام الإجتماعي الذي تميزت به الجزائر في العشرين سنة الماضية .
و بعد إعلان ترشُّح بوتفليقة للعهدة الخامسة تلقى الشارع الجزائري صدمة كبيرة بالرغم من أنها كانت متوقعة لدى الكثير منهم إلاَّ أنها تسببت في المزيد من الإحباط , لأنهم كانو يعلقون بعض الآمال الطموحة حول إنسحاب بوتفليقة و مبادرته إلى التغيير و ترسيخ التداول على السلطة و أن يتخلصو من وجوه البؤس التي ملُّو منها بسلام , لكن إعلان الترشح أسقط كل شيء في الأرض حتى الذين كانو يحلمون بإنتخابات فيها تنافسية مثلما ظهر ذلك في البداية بين ثلاث أو أربع مترشحين أقوياء , لكن العهدة الخامسة جعلت كل هذا سراباً .
كل هذا يظهر جلياً من خلال ردود أفعال رواد مواقع التواصل الإجتماعي الساخرة و الغاضبة من العهدة الخامسة , و ما أضاف بعض التوابل على الغضب الجماهيري الكبير هو سخرية وسائل الإعلام العالمية بكل أصنافها و أنواعها و إختصاصاتها من الجزائر كدولة و كشعب و من بوتفليقة بالأخص .
أما الذي يصنع الفارق هذه المرة و الذي يميزها عن فترة الإحتقان في العهدة الرابعة هو تحرك شخصيات شبابية شعبية لا تخضع لسلطة الإعلام بل لوسائط التواصل الإجتماعي وهو الإعلام البديل الذي لاتتحكم فيه السلطة , و في المقابل تلقى هذه الشخصيات قبولاً عاماًّ و ترحيباً و متابعةً كبيرة من قبل العامَّة وهي تدفع من حين لآخر لخروج الشارع و لتأسيس حراك شعبي سياسي من أجل إسقاط العهدة الخامسة و من معها و من دعمها , و بما أنهم يلقون الترحيب الكبير و يُعتبرون ابطالاً في أعين الكثيرين وهم مؤثرون أكثر من الجامعة و المسجد و القنوات الإعلامية و كل السياسيين مجتمعين .
إنَّ درجة القبول العام لأفكار العصيان المدني و الخروج إلى الشارع أصبحت كبيرة جدًّا بل لدرجة الإستعداد الوثيق لهذا الحدث , و قد إنطلقت مسبقاً عدَّة مظاهرات جزئية شارك فيها المئات من دون مشاركة قوات الأمن و من المتوقع حسب مايتناقل هنا و هناك أن تكون أكبر مظاهرة شعبية في العاصمة و في كل الولايات عبر التراب الوطني يوم 22 فيفري القادم أي بعد صلاة الجمعة .
المثير للمخاوف هنا هو أنَّ الداعين الحقيقيين إلى هذا الحراك هم أشخاص مخفيون لا أحد يعلم مصدر هذه الدعوات و لماذا تمَّ تحديد هذا التاريخ , و ماهي التحضيرات الحقيقية لهذا اليوم , و من هي الشخصية التي ستقود هذا الحراك و من إختارها و من هو الصانع الفعلي لهذا القرار , و لماذا لا يظهر و يتقدَّم في الصفوف الأولى ؟!
على الشعب الجزائري أن يكون ذكياً في مثل هذه المواضيع و أن لا يكون مجرد رقم تابع يسير أينما إتجهت الرياح , و مثل هذه الحركات تهدد الإستقرار الإجتماعي الذي بدوره ثد يضعف من سيرورة التجارة و الإستثمار الداخلي و كل هذا من شأنه أن يعطل المصالح الإقتصادية للبلد و هي التي تعاني أصلا , كما أن الجزائر هي في الأصل تعيش فوضى فلا نحتاج لفوضى اكبر منها من أجل نزيل هذه الفوضى و لا نحتاج لبؤس جديد لإزالة وجوه البؤس القديم , نريد فقط أن نبني أنفسنا و أن نكون نظاماً بديلاً ينطلق من مشروع و ليس من هتفات و مظاهرات و مسيرات لا فائدة منها سوى صنع الإضطراب و تقديم البلد على طبق من ذهب للجهات الأجنبية أكثر من التنازلات التي تمنحها وجوه البؤس لها للحفاظ على أمنها .
لا للعهدة الخامسة و لا للفوضى الخلاَّقة .
شاهد المظاهرات التي تنادي بإزالة بوتفليقة
أترك لنا تعليقك حول الموضوع من هنا
أحصل على كل جديد مباشرة بالضغط على الرابط التالي " متابعة "
0 Comentair:
Post a Comment