970x90 شفرة ادسنس

إتجاهات التغطية الإعلامية العالمية و الوطنية للحراك الشعبي الجزائري


إتجاهات التغطية الإعلامية للحراك الشعبي الجزائري

أربع خطوط إعلامية تُسيِّر التغطية


تستغل الكثير من وسائل الإعلام الوطنية و العالمية الأحداث التي تعيشها الجزائر منذ 22 فيفري المُنصرم اين خرج الشعب الجزائري إلى الشوارع تعبيراً عن رفضه للنظام الحالي جملةً و تفصيلاً , و قد أخذ الحراك الشعبي الجزائري حصته من المشهد الإعلامي في العديد من القنوات الأوروبية و العربية و الروسية , و تباينة خطوط و إتجاهات التغطية الإعلامية للحراك بحسب إختلاف الإيديولوجيات و المصالح , و من خلال متابعتنا الدقيقة لتغطية عدَّة وسائل إعلامية قمنا بتحديد أربع خطوطٍ إعلامية تُسيِّر هذه التغطية وبعد تحليلنا لها وضعنا عدَّة نقاطٍ تعمل عليها هذه الخطوط , و إعتمدنا بالتأكيد على دراسة الخلفيات و سيرورة نقل الأحداث و كيفية مناقشتها و نوعية الأسئلة المُشجعة و المنفِّرة للحراك و مدى بث العاطفة لجلب المشاهدات .

تحليل سيرورة التغطية الإعلامية


قبل الحراك : فقد كانت بادرة إنطلاق التغطية الإعلامية من خط القنوات الفرنسية , حيث بدأت فرانس 24 بجس نبض الشارع و الحديث عن إمكانية خروج الشعب في مظاهرات يوم 22 فيفري و تناولته كموضوع رئيسي في مختلف نشاراتها على مدار أربع ايام تقريباً تسبق الحدث و ذلك إستعداداً لكسب المتابعة يوم 22 فيفري و مابعده, فيما كانت التغطية العربية محتشمة جداًّ أما التغطية الروسية و الوطنية فكانت مُنعدمة تماماً وكأنه لا يوجد مثل هذا الحدث .


حراك 22 فيفري : فور إنطلاق المظاهرات و المسيرات السلمية عبر كافة أنحاء الوطن أطبق الصمت على كل القنوات الوطنية الخاصة منها و العمومية , بينما كانت القنوات الفرنسية الأولى في التغطية و على المباشر و مركزةً كلها على المشادات و الإشتباكات القليلة النادرة التي وقعت بين قوات الأمن و المتظاهرين اثناء محاولتهم العبور إلى قصر المرادية , و أضحت تكررها في كل حصة إخبارية و تركز على أعداد الجرحى كثيراً , و تبعتها في ذلك القنوات العربية الأخرى , أما القنوات الروسية فذهبت إلى أبعد الحدود أين بدأت تطرح نقاشات حول مدى تطور الحراك و مستقبله و تقارنه بسوريا و ليبيا , بل و طرحت سبر آراء عبر موقعها تسال فيه إن كان الحراك في الجزائر سيؤول إلى ماآلت عليه الأوضاع في سوريا و ليبيا .

من اليوم الأوَّل تظهر لنا الخطوط الإعلامية المُسيرة لهذه التغطية و هي تتمثل في الخط الإعلامي الفرنسي بقيادة القناة الناطقة بالعربية "

من اليوم الأوَّل تظهر لنا الخطوط الإعلامية المُسيرة لهذه التغطية و هي تتمثل في الخط الإعلامي الفرنسي بقيادة القناة الناطقة بالعربية " فرانس 24  و وكالة مونتيكارلو الدولية " وتتبعها كل القنوات الفرنسية و حتى الأوروبية الأخرى و الأمريكية, و الخط الإعلامي العربي الذي تقوده " العربية و الحدث " و تتبعها في ذلك أغلبية القنوات العربية, و الخط الإعلامي الروسي و الذي تقوده قناة " روسيا اليوم و وكالة سبوتنيك " و تتبعه فقط القنوات الروسية , وهناك الخط الإعلامي الوطني الذي تقوده " مؤسسة التلفزيون الجزائري و وكالة الأنباء الجزائرية " و تتبعه بقية القنوات الخاصة الوطنية و بعض القنوات العربية .


بعد إنكسار حاجز الخوف إنطلق الطلبة في إحتجاجاتهم و إنطلق المحامون و بقية الأسلاك الأخرى كلٌ في إطاره الخاص , و حتى الإعلاميين و الصحافة كان لهم دور في هذا الحراك إلى أن جاءت الجمعة الثانية .


حراك 1 مارس : حافظت القنوات الفرنسية على نفس اللهجة و ركزت أكثر على المناوشات و قامت بتسويق لصور قديمة و تعمقت فيها كثيراً و كل مانقلته تقريباً كان عن مناوشات و إشتباكات , وخصوصاً بعض أعمال التخريب التي قام بها مجهولون بعد إنتهاء المسيرة , كل القنوات الفرنسية ركزت كثيراً على عمليات التخريب بشكل واضح جداً , كما حاولة تسويق صورة الخطاب الفرنسي الذي كان يحشر أنفه في الشأن الداخلي الجزائري على أنه خطاب ودي و متضامن مع الشعب .


أما القنوات الروسية فقد غيَّرت نوعاً ما خطابها و قلَّلت من حدته التخويفية لكنه بقي في نفس السياق و مشترك مع الخط الإعلامي الفرنسي في إبراز الجانب السلبي و هو الإشتباكات على قلتها و ندرتها و هو الشيء ذاته الذي ركزت عليه القنوات العربية .


أما القنوات الوطنية فقد نزعت تلك العقدة و أضحى التلفزيون العمومي الجزائري و الإذاعة الوطنية و وكالة الأنباء الجزائرية و القنوات الخاصة يتكلمون بشكل صريح و مباشر عن هذه المسيرات ولكن مع بعض التحوير في المطلب الأساسي من " لا للعهدة الخامسة إلى تغيير و إصلاح سياسي " , ولكنها في ذات الوقت أبرزت الجانب الإيجابي الكبير لهذه المسيرات و هي القيم الحضارية و السلمية التي تميزت بها عكس بقية القنوات التي حاولت تشويهها .


حراك 8 مارس :  بعد سلسلة إحتجاجات الطلبة و المحامين و القضاة و الإعلاميين و الأحزاب أصبح الإعلام الوطني أكثر تفتحاً و تفهماً و أصبحت القنوات الخاصة تتحدث بصريح العبارة عن مطالبة الشعب بلا للعهدة الخامسة وحتى الوكالة الوطنية للأنباء نقلتها بصريح العبارة " ماعدا قناة النهار " .


أما التفلزيون العمومي فلا يزال يركز على الجانب الإيجابي و يبرز هذه المسيرات على أنها فرح و مناسبة سعيدة للجزائريين بتعتبيرهم عن رأيهم ومطالبتهم " بالتغيير السياسي و الإصلاح " و إن كان مضمون المطالب صحيحاً إلاَّ أنه لايزال يخفي المطلب الحقيقي .


أما بخصوص القنوات الفرنسية فقد إزدادت حدة تغطيتها و أصبحت تبث ليل نهار حصص يومية كثيفة عن الوضع في الجزائر و معظم ماتطرقت له في التحاليل داخل إستديوهاتها هو السيناريوهات المحتملة و رد فعل الجيش الوطني الشعبي , ذات الأمر الخاص بردود أفعال المؤسسة العسكرية تداولته بقية وسائل الإعلام , أما القنوات الروسية فقد ركَّزت على متابعة صحة الرئيس من المستشفى , وهنا كان دورها سلبياً للغاية حيث ساهمت في نشر العديد من الإشاعات حول وفاته مرتين , بالإضافة إلى نشر تصريحات مغلوطة ثم عادت وصححتها عندما نفى المتحدث الرسمي بإسم إدارة المستشفى كل ما نقلته القنوات الروسية .

في هذه الفترة بالتحديد كانت القناة الناطقة بالعربية "
أما التفلزيون العمومي فلا يزال يركز على الجانب الإيجابي و يبرز هذه المسيرات على أنها فرح و مناسبة سعيدة للجزائريين بتعتبيرهم عن رأيهم ومطالبتهم " بالتغيير السياسي و الإصلاح " و إن كان مضمون المطالب صحيحاً إلاَّ أنه لايزال يخفي المطلب الحقيقي .


أما بخصوص القنوات الفرنسية فقد إزدادت حدة تغطيتها و أصبحت تبث ليل نهار حصص يومية كثيفة عن الوضع في الجزائر و معظم ماتطرقت له في التحاليل داخل إستديوهاتها هو السيناريوهات المحتملة و رد فعل الجيش الوطني الشعبي , ذات الأمر الخاص بردود أفعال المؤسسة العسكرية تداولته بقية وسائل الإعلام , أما القنوات الروسية فقد ركَّزت على متابعة صحة الرئيس من المستشفى , وهنا كان دورها سلبياً للغاية حيث ساهمت في نشر العديد من الإشاعات حول وفاته مرتين , بالإضافة إلى نشر تصريحات مغلوطة ثم عادت وصححتها عندما نفى المتحدث الرسمي بإسم إدارة المستشفى كل ما نقلته القنوات الروسية .


في هذه الفترة بالتحديد كانت القناة الناطقة بالعربية " روسيا اليوم " بطلة بدون منازع لسلسلة من الإشاعات عن صحة بوتفليقة حيث كان شغلها الشاغل في كل حصصها , فقد نشرت مراسلة روسيا اليوم أخبار غير مؤكدة من مصادر مجهولة بأن صحة الرئيس تتردى و أنه في غيبوبة لتنتقل هذه الأخبار بسرعة البرق عبر وكالة سبوتنيك الروسية أين تبعتها في النقل قنوات العربية و الحدث , و في النهاية خرجت إدارة المستشفى عبر متحدثها الرسمي و نفت كل شيء .


بطبيعة الحال في هذه الفترة أيضاً دخلت على الخط الصحافة السويسرية لأول مرة , فكما يعلم الجميع أنَّ سويسرا بلد محايد ولم يسبق له أن تدخل في مثل هذه الأمور , ولكن يبقى هذا الخط ايضاً في نفس سياق الخط الإعلامي الفرنسي .


و ماميز الخط الإعلامي الفرنسي في هذه الفترة هو نشره لوثائق عن بوتفليقة من الأرشيف الفرنسي و حاولو إعطاء طابع بأنَّ فرنسا تدعم الحراك الشعبي و هي إلى جانبه و من خلال اللقاءات و الحوارات عبر إستديوهات القنوات الفرنسية قدَّمو أطروحات كلها تدعم التدخل الفرنسي .


الإثنين 11 مارس : في هذا اليوم أعلن بوتفليقة عن عدم ترشحه لعهدة رئاسية خامسة مع تمديد العهدة الرابعة و تأجيل الإنتخابات الرئاسية إلى أجل غير مسمى و تعيين حكومة جديدة بوجوه قديمة , كل هذه الإجراءات و الأحداث من إستقبال للقايد صالح و للأخضر الإبراهيمي و لرمطان لعمامرة و نور الدين بدوي و أحمد أويحيى و إعلانه عن الندوة الوطنية الجامعة , كانت على لسان كل القنوات في الخطوط الأربعة سالفة الذكر .


لكن القنوات الفرنسية ذهبت مباشرة للتشكيك في هذا الموضوع بعد أن طرحته كإنتصار و خصوصاً مع ظهور الرئيس الفرنسي ماكرون و هو يدعم هذه الخطوة و يوصي بتحديد الفترة الإنتقالية و أن لا تكون طويلة , فهنا كان بعض الإنقسام في تحليلها و نقلها لأن القناة الناطقة بالعربية كانت تناقش الرفض الشعبي لهذه التدخلات , أما القنوات الفرنسية الناطقة بالفرنسية دعَّمت هذا التدخل تحت غطاء الصداقة بين البلدين .


أما القنوات الروسية و العربية فذهبت مباشرة للتسويق لهذها لقرارات على أنها إنتصار حتى أنَّ مراسلة العربية نزلت إلى الشارع ظناًّ منها أنَّ الجزائريين يحتلفون إلى أن فاجئها الشاب الذي قال عبارته الشهيرة " يتنحاو قاع " بالدارجة الجزائرية .


و بخصوص القنوات الوطنية و الخاصة تناولت الموضوع بكل حيادية و موضوعية مع إنحياز بسيط لجانب قرار بوتفليقة بإعتباره تنازلاً ولو بشكل جزئي .


حراك 15 مارس : هنا إشتركت كل الخطوط الإعلامية تقريباً في خطاب واحد و هو قوة سلمية المظاهرات و المسيرات الجزائرية و قوة سيادة الشعب الرافض لأي تدخل مهما كان و مطالبته الصريحة بالتغيير الشامل و بتنحي بوتفليقة , و كل ماركزت عليه هو الأعداد الخيالية المشاركة في المسيرة كما تظهره الصور و كل القنوات الفرنسية و الروسية و العربية و الوطنية أشادت و قدَّمت التحية للجماهير الجزائرية من دون أي تعليق إضافي إعجاباً منهم عن السلوك الحضاري الفريد من نوعه الذي أظهره الشعب الجزائري.


خلاصة القول 



الخط الإعلامي الفرنسي : يسير نحو التركيز على مايناسب المصالح الفرنسية كالدفاع غير المباشر عن التدخلات الفرنسية في الشأن الجزائري و تقديمها للوجوه العلمانية الفرانكفونية دائما على أنها ممثلة أو ناطقة غير مباشرة بإسم الحراك حتى و إن أظهرت رفضها , أي تقدمها دائما على أنها الطرف الذي يدافع عن هذا الحراك حتى تُكوِّنَ شخصية البطل لدى المتابعين , و تتجه أيضاً لمحاولة التشكيك دائما في مستقبل الحراك الشعبي و مدى تحقُّق الأهداف , وأكثر ماتركز عليه هذه الأيام هي أفكار تتعلق بإختيار الشعب لممثليه و تأطير الحراك , وهو المسعى الذي تريده فرنسا من أجل أن تُقدِّم شخصياتها الفرانكفونية العلمانية على رأس هذا الحراك حتى تستطيع أن تضمن توجهَّهُ حسب مصالحها , أو على الأقل تضمن أن لا يضر بمصالحها , كما تركز في تقريب وجهة نظرها لنظرة الشعب بتركيزها على الجالية الجزائرية التي تعيش في باريس و تركيزها بكثرة على المفكرين و الكتاب الجزائريين الفرانكفونيين الذين يُظهِرون مساندةً للحراك حتى تصنع قبولاً شعبياً للتيار الفرانكفوني المفرفوض بقوة في هذه المرحلة .


الخط الإعلامي الروسي : يسير نحو التركيز على التجارب الفاشلة و التخويف الشديد و التسائل و البحث دائما عن من يدير هذا الحراك و ماهي الجهات المستفيدة من هذا الحراك , و تدافع بشكل غير مباشر عن قرارات السلطة و خطابات المسؤولين الجزائريين , و تتحاشى ذكر الدعم الروسي و من جهة أخرى تريد تقريب فكرة أنَّ روسيا صديقة للجزائريين , و تبحث دائما في القضايا الإستراتيجية المشتركة لتأكيد الصداقة المزعومة , كما تعمل في نفس الوقت على إظهار مدى النفوذ الفرنسي لكي تكون بجانب نظرة الشعب .


الخط الإعلامي العربي : يسير نحو التهويل و تضخيم كل كبيرة و صغيرة و نقل أخبار عشوائية كثيرة حول القضية و طرح الكثير من التسائلات المشتتة للحراك , كما تركز بشكل زائد على حركات الجيش الوطني الشعبي و ردود أفعاله , و تركز أيضاً على ردود أفعال الشرطة أين تبحث دائما عن إنفعالات .


الخط الإعلامي الوطني : يسير نحو إبراز الجانب الإجابي الرائع للمسيرات بأعدادها الخيالية و سلميتها و قيمها الحضارية و إظهار مدى وعي الجزائريين , و تدافع بشكل غير مباشر عن تصريحات قائد أركان الجيش الوطني الشعبي , كما تتموقع إلى جانب الشعب و مطالبه " في الآونة الأخيرة على الأقل " و الدليل على ذلك كمية الأسئلة المحرجة التي تلقاها نور الدين بدوي في الندوة الوطنية من الصحفيين الجزائريين , كما تسعى القنوات الوطنية إلى البحث دائما عن مخرج سلمي و تهدئة الوضع .



شاهد نبذة عن التغطية الإعلامية للقنوات الغربية لهذا الحراك





أترك لنا تعليقك حول الموضوع من هنا

أحصل عل كل جديد مباشرة من موقعنا بالضغط على " متابعة "


إشترك في قناتنا على اليوتوب من هنا



  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك

0 Comentair:

Post a Comment

Item Reviewed: إتجاهات التغطية الإعلامية العالمية و الوطنية للحراك الشعبي الجزائري Rating: 5 Reviewed By: AyoubVision
Scroll to Top
google-site-verification: googleeb9bb8d83dc3c4d3.html